للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقراءةِ أمثالِها بدعةٌ مُحدثةٌ، وقد ثبتَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» وفي روايةٍ «مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»، وعلى هذا فلا ثوابَ في قراءتِها، بل في بعضِ أبياتِها شركٌ أكبرُ، مثل:

يَا أَكْرَمَ الْخَلْقِ مَا لِي مَنْ أَلُوذُ بِهِ... سِوَاكَ عِنْدَ حُلُولِ الْحَادِثِ الْعَمِمِ

إلى أن قال:

إِنْ لَمْ تَكُنْ فِي مَعَادِي آخِذًا بِيَدِي... فَضَلا وَإِلا فَقُلْ يَا زَلَّةَ الْقَدَمِ

فإِنَّ مِنْ جُودِكَ الدُّنْيَا وَضَرَّتِهَا... وَمِنْ عُلُومِكَ عِلْمُ اللَّوْحِ وَالْقَلَمِ (١)

س: هل يجوز حضور الاحتفالات البدعية، كالاحتفال بليلة المولد النبوي، وليلة المعراج، وليلة النصف من شعبان، لمن يعتقد عدم مشروعيتها لبيان الحق في ذلك؟

ج: أولا: الاحتفالُ بهذه اللَّيالي لا يجوز، بل هو من البدعِ المنكرة.

ثانيًا: غشيانُ هذه الاحتفالاتِ وحضورُها لإنكارِها وبيانِ الحقِّ فيها، وأنَّها بدعةٌ لا يجوزُ فعلُها مشروعٌ، ولا سيَّما في حقِّ من يقوى على البيانِ، ويغلبُ على ظنِّهِ سلامتُه من الفتنِ، أما حضورُها للفُرْجَةِ والتَّسليةِ والاستطلاعِ فلا يجوز؛ لما فيه من مشاركةِ أهلِها في مُنكَرِهم، وتكثيرِ سوادِهم، وترويجِ بدعتهم (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣/ ٣٣).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣/ ٣٧).

<<  <   >  >>