للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: ما هو تفسيرُ الحديثِ الشريفِ الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» فما هو التغيير بالقلب وهل يثاب عليه المغير له؟

ج: جاء في هذا الحديث مراتبُ تغييرِ المنكر، وأنَّها ثلاثُ درجات: التغييرُ باليد للقادر عليه كالحُكَّام، والرجل مع ولدِه، وزوجتِه، فإن لم يتمكَّن المكلفُ من التغيير باليد فبلسانِه كالعلماءِ ومن في حكمهم، وإذا لم يتمكن من التغيير باللِّسانِ فينتقل إلى التغيير بالقلب، والتغييرُ بالقلبِ يكونُ بكراهةِ فعلِ المنكرِ وكراهةِ المنكرِ نفسِه، والتغييرُ بالقلبِ من عمل القلب، وعملُ القلب إذا كان خالصًا صوابًا يثاب عليه الشخص، ومن تمام الإنكار بالقلب مغادرةُ المكانِ الذي فيه المنكر (١).

س: هل شكوى الإمامِ للشَّخصِ الذي لا يحضرُ صلاةَ الجماعةِ واجبةٌ، أم يكفي نصحه فقط؟

ج: مَنْ يتخلفُ عن صلاةِ الجماعةِ، ولم تؤثرْ فيه النصيحةُ فإنَّه يجبُ أن يُبَلَّغَ عنه أهلَ الحسبةِ للأخذِ على يدِه، ولا يترك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هم أن يُحرِّق بيوت المتخلفين عن الصَّلاة عليهم بالنار؛ عقوبةً لهم وردعًا لأمثالهم، ولما أوجب اللهُ على المسلمين من التآمرِ بالمعروفِ والتناهي عن المنكر في قوله سبحانه: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٢).


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١٢/ ٣٣٣).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١٢/ ٣٤٤).

<<  <   >  >>