س: الحسد في الإسلام موجود أم غير موجود؟ وإذا كان يوجد حسد بين الناس فكيف تتعامل معهم؟
ج: الحسدُ تمنِّي زوالِ النِّعمةِ التي أنعمَ اللهُ بها على المحسودِ، وقد أمرَ اللهً نبيَّهُ -صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذةِ من شرِّ الحاسدِ إذا حسد، فقال تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}، ومعنى إذا حسد: إذا أظهرَ ما في نفسِهِ من الحسدِ، وعملَ بمقتضاه، وحملَهُ الحسدُ على إيقاعِ الشَّرِّ بالمحسود.
والحسدُ على درجات:
الأولى: أنْ يُحبَّ الإنسانُ زوالَ النِّعمةِ عن أخيهِ المسلم، وإنْ كانت لا تنتقلُ إليه، بل يكرهُ إنعامَ اللهِ على غيرِهِ ويتألَّمُ به. الثانية: أنْ يُحبَّ زوالَ النِّعمةِ عن غيرِه لرغبتِه فيها؟ رجاءَ انتقالِها إليه. الثالثة: أنْ يتمنَّى لنفسِهِ مثلَ تلك النَّعمة، من غيرِ أنْ يُحِبَّ زوالَها عن غيرِه، وهذه الدَّرجةُ جائزةٌ، وليست من الحسدِ في شيء، بل هي غِبْطَة.