وسرائرِه، وأنَّهُ القويُّ الذي لا يُقهر، والقادِرُ على كلِّ شيءٍ، والمحيطُ بكلِّ شيءٍ، وأنَّه خلقَ الإنسانَ في هذه الدُّنيا لعبادتِهِ وطاعتِه، وأنَّه جعلَهُ فيها في حالِ اختبارٍ وامتحانٍ ليجزيَ الفائزَ المُتَّبِعَ لأوامِرِهِ المجتنبَ نواهيهِ بالجَنَّةِ ويجزيَ العاصي المخالفَ لأوامرِهِ والفاعلَ لنواهِيهِ النَّار، وفي الجنَّةِ نعيمٌ دائمٌ لا يفنى، وفي النَّارِ عذابٌ شديدٌ لا يُطاق. إذا عرفَ المسلمُ ذلك؛ صارَ عندَهُ الخوفُ من الله، والرَّجاءُ فيما عندَه، وعليكَ أنْ تجتنبَ ما يُثيرُ في نفسِكَ الشَّهوةَ مثلَ أماكنِ العُرِيِّ والغِناءِ والطَّربِ والنَّظرِ إلى النِّساء، وعليكَ مجالسةُ الصَّالحين، وإشغالُ نفسِكَ بما ينفعُك من أمورِ الدُّنيا والدِّين، وقراءةُ بعضِ الكُتُبِ التي تفيدُكَ، مثل:«رياض الصالحين»، مع الإكثارِ من تلاوةِ القرآن، ومَن سَلِمَ من هذه المعاصي فيُرجَى له الخيرُ وزيادةُ الدَّرجات والرِّفعةُ في الآخرة؟ لما صحَّ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال:«سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلا ظِلُّهُ»، وذكر منهم:«شَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللهَ»، وأمَّا تركُ الصَّلواتِ فهو كُفرٌ بالله؛ لقولِهِ -صلى الله عليه وسلم-: «العَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ»(١).
س: ما هي مسئولية ولي أمر الفتاة نحو الرجل الذي تقدم لخطبة ابنته؟
ج: يجبُ على وليِّ المرأةِ أنْ يختارَ لمولِّيتِهِ الرَّجُلَ الكُفءَ الصَّالح، ممَّن يُرضَى دينُه وأمانتُه؟ لقولِهِ -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ