للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ج: عليك أن تنصحَهُ أوَّلا، فتأمرَهُ بفعلِ ما أمرَهُ اللهُ به، وتنكرَ عليهِ فعلَ ما نهاهُ اللهُ عنه، فإن امتثلَ ولو شيئًا فشيئًا؛ فاستمرْ معهُ في النَّصيحةِ حسبَ وُسْعِك، وإلا فاجتنِبْهُ قدرَ طاقتِك؛ اتِّقاءً للفتنة، وبعدًا عن المنكر، ثم لك بعدَ ذلك أنْ تذكرَه بما هو فيهِ من التَّفريطِ في الواجبات، وفعلِ المنكراتِ عند وجودِ الدَّواعي، قصدًا للتَّعريفِ به، وحفظًا للنَّاس من شرِّه، وقد يجبُ عليك ذلك إذا استنصحَكَ أحدٌ في مصاهرتِهِ أو مشاركتِهِ أو استخدامِهِ مثلا، أو خِفْتَ على شخصٍ أن يقعَ في حبالِهِ ويُصابَ بِشرِّه، فيجبُ عليك بيانُ حالِهِ؛ إنقاذًا لأهلِ الخيرِ من شرِّه، وأملا في ازدجارِهِ إذا عرفَ كفَّ النَّاسِ عنه وتجنُّبَهُم إيَّاه، وليس لك أن تتَّخِذَ من ذكرِ سيرتِهِ السَّيِّئةِ تسليةً لك وللنَّاس، وفكاهةً تتفكَّهُ بها في المجالس، فإنَّ ذلك من إشاعةِ الشَّرِّ، وبهِ تتبلَّدُ النفوس، ويذهبُ إحساسُها باستبشاعِ المنكرات، أو يُضعِفُها، وليس لك أنْ تفتريَ عليه منكراتٍ لم يفعلْها رغبةً في زيادةِ تشويهِ حالِه، والتَّشنيعِ عليه، فإنَّ هذا كذبٌ وبهتانٌ، وقد نهى عنه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- (١).

س: ما حكم الذي يغتاب الناس بما ليس فيهم، وأنا أسمع كلمة (البهتان) فما معناها؟

ج: الغِيبةُ: أنْ تذكرَ أخاكَ بما فيهِ وهو يكرهُه، وإذا ذكرتَهُ بما ليس فيه وهو يكرهُهُ فهو بهتان، وكلاهُما مُحرَّم، قالَ تعالى: {وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا}، في هذه الآيةِ النَّهيُ عن الغِيبةِ، وفسَّرَها النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، هي والبهتان، فقد روى مسلمٌ، وأبو داودَ عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- قال: قيل: يا رسولَ اللهِ:


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٦/ ١٠).

<<  <   >  >>