للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا غلب عليه الوسواس في الصلاة شرع له أن ينفث عن يساره (ثلاث مرات)، ويتعوذ بالله من الشيطان ثلاثا؛ لأنه قد صح عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه شكى إليه عثمان بن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه ما يجده من الوساوس في الصلاة، فأمره أن ينفث عن يساره ثلاث مرات، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وهو في الصلاة ففعل ذلك، فذهب عنه ما يجده.

والحاصل: أن المؤمن والمؤمنة إذا ابتليا بهذا الشيء فعليهما: أن يجتهدا في سؤال الله العافية من ذلك، وأن يتعوذا بالله من الشيطان كثيرا ويحرصا على مكافحته في الصلاة وفي غيرها. وإذا توضأ فليجزم أنه توضأ ولا يعيد الوضوء، وإذا صلى يجزم أنه صلى ولا يعيد الصلاة، وكذلك إذا كبر لا يعيد التكبير؛ مخالفة لعدو الله، وإرغاما له، ولا ينبغي أن يخضع لوساوسه، بل يجتهد في التعوذ بالله منها، وأن يكون قويا في حرب عدو الله حتى لا يغلب عليه (١).

س: ما السر في أن الإنسان يدعو فلا يستجاب له؟

ج: اللهُ سبحانَهُ أمرَ بالدُّعاءِ وحضَّ عليه، ووعدَ بالإجابةِ، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، وقالَ تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً}، وقالَ تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ}، ولكن قد يؤخِّرُ اللهُ الإجابةَ لحكمةٍ يُريدُها الله، ومصلحةٍ لعبدِه، وقد يعطيه اللهُ خيرًا ممَّا طلبَ لما ثبتَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّهُ قال: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَدْعُو اللهَ بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلا قَطِيعَةُ


(١) «مجموع فتاوى ابن باز» (٨/ ٣٨٥).

<<  <   >  >>