س: ما تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؟
ج: قد فازَ بجنَّةِ ربِّهِ، ورضوانِهِ من تطهَّرَ من الكفرِ، وسائرِ المعاصي، والأخلاقِ الخبيثةِ بالإيمانِ بالشَّريعةِ الإسلاميَّة، والعملِ بالطَّاعات، ويدخلُ في عمومِ ذلك أداءُ الزَّكاة وصِلةُ الأرحام، وما يتَّصلُ بهذا من الصَّدقاتِ والإنفاقِ في وجوهِ البِرِّ والإحسان، وذكرَ اسمَ ربِّه وَوَلِيَّ نعمتِهِ سبحانه، ذكرَ إجلالٍ وإعظامٍ ومُراقبةٍ له ومعرفةٍ لحقِّه، فحمَلَهُ ذلك على أداءِ الصَّلواتِ الخمسِ في أوقاتِها جماعةً في بيوتِ اللهِ، ويتبعُ هذه صلاةُ العيديْن وسائرُ نوافلِ الصَّلواتِ، ولم يخصَّ اللهُ بعضًا ممَّا ذكرَ دونَ بعضٍ؛ فعمَّ ما تقدَّمَ، وما في حُكمِه، وإن كان بعضُ ذلك أولى بالأداءِ من بعضٍ؛ فوجبَ أنْ تعمَّ في القولِ كما عمَّ اللهُ -سبحانه وتعالى- (١).
س: ما تفسير قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ...} الآيات؟
ج: المرادُ بالبيوتِ في هذه الآية: المساجد، والجارُّ والمجرورُ: متعلِّقٌ بقولِه تعالى: {يُوقَدُ}، أو بمحذوفٍ وقعَ صفةٍ لمصباحٍ، والمعنى: اللهُ نورُ السَّماوات والأرضِ، مَثَلُ نُورِهِ كمشكاةٍ فيها مصباحٌ، المصباحُ في زجاجةٍ صافيةٍ، يُوقَدُ من زيتِ شجرةِ الزَّيتونِ في مساجدٍ أمرَ اللهُ أنْ يُرفعَ بناؤُها، ويعظَّمَ قدرُها، وتكرمَ عن لهوِ الحديثِ ولغوِ الكلامِ ورفعِ الأصواتِ وكلِّ ما لا يليقُ بها، وأمرَ سبحانَه أنْ يُذْكَرَ فيها اسمُهُ بالقلبِ واللِّسانِ بالأذكارِ الثابتةِ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، لا على ما يفعلُهُ كثيرٌ