للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: إنني أرى بعض المصلين عندما يصلون صلاة العشاء البعض يصلي ركعتين والبعض الآخر وأنا منهم يصلون ثلاث ركعات والبعض الآخر يصلي خمس ركعات، فما هو الصحيح من تلك السنة؟

ج: السُّنَّةُ أنْ يُصلِّيَ المسلمُ بعدَ العشاءِ الآخرةِ ركعتيْن، وهي راتبةٌ، وفي البيتِ أفضل، ثم يُوترُ بركعةٍ أو بثلاثٍ أو بخمسٍ، والأفضلُ أن يُصلِّيَ إحدى عشرةَ ركعة، كلُّ ركعتيْن بسلامٍ، ثم يُوتِرُ بالحاديةِ عشرة، يفعلُ ذلك أوَّلَ اللَّيلِ أو وسَطَهُ أو آخِرَه، على حسبِ ما يتيسَّرُ له، والأفضلُ في آخرِهِ إذا تيسَّر ذلك؛ تأسِّيًا بالنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قالتْ عائشةُ رضي الله عنها: «من كلِّ اللَّيلِ قد أوترَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، من أوَّلِهِ، وأَوْسَطِهِ، وآخِرِهِ، وانتهى وِترُهُ إلى السَّحر»، مُتَّفَقٌ عليه. وروى مسلمٌ في «صحيحِهِ» عن جابرٍ -رضي الله عنه-، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ خَافَ أَلا يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَقُومَ آخِرَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ آخِرَ اللَّيْلِ، فَإِنَّ صَلاةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلَكَ أَفْضَلُ» (١). ...

س: إذا صليت العشاء ثم أوترت وقمت آخر الليل وصليت ركعتين هل أوتر؟

ج: السُّنَّةُ لمَنْ أوترَ في أوَّلِ اللَّيلِ، وقامَ من آخرِهِ أنْ يُصلِّيَ ما تيسَّرَ لهُ شفعًا دونَ وترٍ؛ لما ثبتَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عندَ مسلمٍ أنَّه صلَّى ركعتيْنِ بعدَ الوِتر، ولما رَوى الإمامُ أحمدُ وأهلُ السُّننِ؛ إلا ابنِ ماجَه، عن طلقِ بنِ عليٍّ أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ» (٢).


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٧/ ١٧٤).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٧/ ١٧٩).

<<  <   >  >>