للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن». هذه من التعوذات التي يقي الله بها العبد الشر (١).

س: من كان به سحر هل يجوز أن يذهب إلى ساحر ليزيل السحر عنه؟

ج: لا يجوزُ ذلك، والأصلُ فيه ما رواهُ الإمامُ أحمدُ، وأبو داودَ بسندِه عن جابرٍ رضي الله عنه قال: سُئِلَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن النُّشرةِ فقال: «هِي مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ»، وفي الأدويةِ الطبيعيَّةِ والأدعيةِ الشَّرعيَّةِ ما فيه كفايةٌ، فإنَّ اللهَ ما أنزلَ داءً إلا أنزل له شفاءً عَلِمَهُ مَن عَلِمَه، وجَهِلَهُ مَن جَهِلَه، وقد أمرَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بالتَّداوي، ونهى عن التَّداوي بالمُحرَّم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «تَدَاوَوْا، وَلا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» ورُويَ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «إِنَّ اللهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَ أُمَّتِي فِيمَا حُرِّمَ عَلَيْهَا» (٢).

س: هل للأولياء كرامة، وهل لهم أن يتصرفوا في عالم الملكوت في السماوات والأرض، وهل يشفعون وهم في البرزخ لأهل الدنيا أم لا؟

ج: الكرامة: أمرٌ خارقٌ للعادَةِ يُظهرُهُ اللهُ تعالى على يدِ عبدٍ حيٍّ من عبادِه الصَّالحين؛ إكرامًا له، فيدفعُ به عنه ضُرًّا أو يُحقِّقُ له نفعًا أو ينصرُ به حقًّا، وذلك الأمرُ لا يملكُ العبدُ الصَّالحُ أنْ يأتيَ به إذا أرادَ؛ كما أنَّ النَّبيَّ


(١) «مجموع فتاوى ابن باز» (٨/ ١١٤).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٥٥٧).

<<  <   >  >>