للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: في الحي الذي أسكن فيه يوجد مسجد وتوجد زاوية تابعة لطريقة صوفية، هل تجوز الصَّلاة في هذه الزاوية؟

ج: لا تُصلِّ مع هؤلاءِ الصُّوفيَّةِ في زاويتهم، واحذرْ صحبتَهم والاختلاطَ بهم؛ لئلا يُصيبُك ما أصابَهم، وتحرَّ الصَّلاة في مسجدِ جماعةٍ يتحرَّونَ السُّنَّةَ ويحرصونَ عليها (١).

س: ما هو معنى حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المتفق عليه حيث قال: «سَيَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ، سُفَهَاءُ الأَحْلامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ البَرِيَّةِ، لا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ، كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ»، فيمن قيل هذا الحديث، وأي: زمان الذي أشار إليه الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟

ج: هذا الحديثُ وما في معناهُ قالَه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الطَّائفةِ المُسماةُ بـ (الخوارجِ)؛ لأنَّهم يغلونَ في الدِّين ويُكفِّرونَ المسلمين بالذُّنوبِ التي لم يجعلْها الإسلامُ مُكَفِّرةً، وقد خرجوا في زمنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ -رضي الله عنه-، وأنكروا عليه أشياءً، فدعاهُم إلى الحقِّ وناظرَهم في ذلك؛ فرجعَ كثيرٌ منهم إلى الصَّوابِ وبقيَ آخرون، فلمَّا تعدَّوا على المسلمينَ قاتَلَهم عليٌّ -رضي الله عنه- وقاتَلهم الأئمةُ بعدَه؛ عملا بالحديثِ المذكورِ، وما جاءَ في معناهُ من الأحاديث، ولهم بقايا إلى الآن، والحكمُ عامٌّ في كلِّ من اعتقدَ عقيدتَهم في كلِّ زمانٍ ومكانٍ (٢).


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٣٠١).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢/ ٣٦٨).

<<  <   >  >>