للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رابعًا: معنى: (اتَّقِ الله): اجعلْ بينَك وبينَ عذابِ اللهِ وقايةً بفعلِ ما أمرَ اللهُ بهِ واجتنابِ ما نهى اللهُ عنه (١).

س: قولكم لقد أخذت من بعض الناس أشياء بسيطة بدون علمهم، ثم أحصيتها وتصدقت بها عنهم، فهل يكفي ذلك؟ علما بأن اطلاعهم عليها ربما يسئ إليك من ناحية الأمانة؟

ج: إذا كان إخبارك لهم يؤدي إلى وقوع شيء من التنافر والتباغض فيما بينك وبينهم، والذي أخذته شيء يسير، فأرجو بتصدقك به عنهم، والدعاء لهم، والاستغفار أن تبرأ ذمتك من حقوقهم، وعليك ألا تعود لمثل هذا وأن تتذكر الحساب العظيم، وأن هناك موقفا بينك وبينهم أمام الله فيؤخذ من حسناتك لهم عوضا عن حقوقهم في الوقت الذي أنت فيه أحوج إلى حسناتك من كل شيء (٢).

س: ما هو التناجي بالإثم والعدوان، مع ذكر مثال؟

ج: التَّناجي بالإثمِ والعدوانِ معناه: التَّحَدُّثُ بين شخصيْن فأكثرَ سرًّا بما هو معصيةٌ للهِ تعالى ورسولِه -صلى الله عليه وسلم-، والتَّواصي بذلك، وبما فيهِ ضررٌ وكيدٌ، وإساءةٌ للمؤمنين، وهذه من صفاتِ المنافقين واليهودِ أعداءِ المؤمنين، ولذا أمرَ اللهُ سبحانه المؤمنين بما يُقابلُ هذه الصِّفاتِ الذَّميمة، وهو التَّناجِي بالبرِّ والتَّقوى، وهو كلُّ خيرٍ وطاعة، وتركِ كلِّ مُحَرَّمٍ وإثم،


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٦/ ٢٣).
(٢) «فتاوى ابن حميد» (٢/ ٨٣).

<<  <   >  >>