للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُزَانِيَ بِحَلِيلَةِ جَارِكَ»، فأنزلَ اللهُ في ذلك قولَه تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} (١).

س: ما الفرق بين المشرك والمنافق؟

ج: المشركُ هو: من صرفَ شيئًا من العبادةِ لغيرِ الله، وأعلنَ ذلك، كعُبَّادِ القبورِ، ونحوِهم، وهذا هو الشِّركُ لا يبقى مع صاحبِهِ شيءٌ من التَّوحيد، وهذا المشركُ هو الذي حرَّم اللهُ عليه الجنَّةَ ومأواهُ النَّار، ولا يغفرُ اللهُ لهُ شِركَهُ إذا ماتَ عليه ولمْ يَتُبْ منه؛ لقولِ اللهِ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا}، وقولِه تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}.

أما المنافقُ النِّفاق الاعتقاديّ، فهو من أظهرَ الإسلامَ وأبطنَ الكُفرَ، كتكذيبِ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم- وبُغضِهِ، أو تكذيبِ وبغضِ بعضِ ما جاءَ به، أو السُّرورِ بانخفاضِ دينِ الرَّسولِ -صلى الله عليه وسلم- وكراهيةِ انتصارِه، ونحو ذلك. وصاحبُ هذا النِّفاقِ مُخَلَّدٌ في النَّار، ومن أهلِ الدَّركِ الأسفلِ من النَّار إذا ماتَ على ذلك، كما قالَ تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٧/ ٣٤٣).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٧/ ٣٤٤).

<<  <   >  >>