للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ أَحَقَّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللهِ»، أخرجَهُ البخاريُّ في «صحيحِه».

وعلى ذلك فإنَّه يجوزُ لك قبولُ ما يُقدِّمُهُ أولياءُ الأطفالِ من مالٍ كهديَّةٍ لك؛ مقابلَ تعليمِ وتحفيظِ أولادِهم القرآنَ، ولك الأجرُ الكثيرُ والثوابُ العظيمُ من اللهِ تعالى على ذلك، مع إخلاصِ النِّيَّةِ والعملِ للهِ تعالى، والحرصِ على غرسِ الأخلاقِ الفاضلةِ في نفوسِ هؤلاءِ الأطفال (١).

س: بعض الناس إذا قرأ القرآن يتمايل ذات اليمين وذات الشمال، أو إلى الأمام والخلف. فما حكم فعلهم هذا؟ أفتونا مأجورين.

ج: هذا التَّمايلُ عند تلاوةِ القرآنِ هو من العاداتِ التي يجبُ تركُها؛ لأنَّها تتنافى مع الأدبِ مع كتابِ اللهِ -عز وجل-، ولأنَّ المطلوبَ عندَ تلاوةِ القرآنِ وسماعِه الإنصاتُ، وتركُ الحركاتِ والعبثِ؛ ليتفرَّغَ القارئُ والمستمعُ لتدبُّرِ القرآنِ الكريمِ، والخشوعِ للهِ -عز وجل-، وقد ذكرَ العلماءُ أنَّ ذلك من عادةِ اليهودِ عند تلاوةِ كتابِهم، وقد نُهينا عن التَّشَبُّهِ بهم (٢).

س ما هو تفسير آية: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ... مَشْهُودًا}؟

ج: قولُهُ جلَّ وعلا: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ... مَشْهُودًا}، أي: صلاةُ الفجرِ؛ أخرجَ الإمامُ أحمدَ في «المسندِ» عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه-، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في قولِهِ تعالى: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ... مَشْهُودًا}، قال: «تَشْهَدُهُ مَلائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلائِكَةُ النَّهَارِ»، رواهُ النَّسائيُّ، وابنُ ماجه،


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٩/ ١١١).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٩/ ١٢١).

<<  <   >  >>