للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تُكْثِرُوا الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ». قال البوصيريُّ في «الزَّوائد»: وهذا إسنادٌ صحيحٌ، رجالُهُ ثقاتٌ، وروى القُضاعيُّ والطَّبرانيُّ نحوَه، وأخرجَهُ ابنُ ماجه -أيضًا- من طريقِ واثلةَ بنِ الأسقعِ، عن أبي هريرة قال: قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ كُنْ وَرِعًا، تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَكُنْ قَنِعًا، تَكُنْ أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ، تَكُنْ مُسْلِمًا، وَأَقِلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»، قال في «الزَّوائد»: هذا إسنادٌ حسنٌ، وقد أخرجَ الإمامُ أحمدُ، والتِّرمذيُّ، والبيهقيُّ وغيرُهم نحوَه، وقال التِّرمذيُّ: حديثٌ غريبٌ، وللحديثِ طُرُقٌ أخرى كثيرةٌ غيرَ ما ذُكِرَ، وأقلُّ أحوالِ هذا الحديثِ أنَّه حسنٌ (١).

س: ما صحة هذا الحديث: «أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُجَابَ الدَّعْوَةِ» ومَن رواه؟

ج: هذا الحديثُ جزءٌ من حديثٍ عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رضي الله عنهما، ولفظُه: تليتُ هذه الآيةَ عندَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا}، فقامَ سعدُ بنُ أبي وقَّاصٍ -رضي الله عنه- فقال: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ أنْ يجعلَني مُستجابَ الدَّعوة، فقال: «يَا سَعْدُ أَطِبْ مَطْعَمَكَ تَكُنْ مُسْتَجَابَ الدَّعْوَةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الْعَبْدَ لَيَقْذِفُ اللُّقْمَةَ الْحَرَامَ فِي جَوْفِهِ مَا يُتَقَبَّلُ مِنْهُ عَمَلَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، وَأَيُّمَا عَبْدٍ نَبَتَ لَحْمُهُ مِنَ السُّحْتِ وَالرِّبَا فَالنَّارُ أَوْلَى بِهِ»، رواهُ الطَّبرانيُّ في «الأوسطِ»، وهو حديثٌ ضعيفٌ.


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٩/ ٢٤٦).

<<  <   >  >>