للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-». وعلى ذلك لا يجوزُ الأكلُ من ذبيحتِه، ولا الإتيانُ إليه ولا مجالستُه ولا مصافحتُه، لكن يجبُ أن تُرشدوه، وتنصحوهُ، وتخبروهُ أنَّ دعوى علمِ الغيبٍ كفرٌ يُخرِجُهُ من دينِ الإسلامِ؛ عسى اللهُ أن يتوبَ عليه (١).

س: قال أحد الصالحين: «من عَمَّرَ ظاهرَه باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشبهات، واغتذى بالحلال، لم تخطئ له فراسة» ما المقصود من قوله: «لم تخطئ له فراسة»؟

ج: قال عمرو بن نجيد: كان شاه الكرماني -وهو من العباد في القرن الثالث- حاد الفراسة لا يخطئ ويقول: «من غض بصره عن المحارم، وأمسك نفسه عن الشهوات، وعمر باطنه بالمراقبة، وظاهره باتباع السنة، وتعود أكل الحلال، لم تخطئ فراسته».

والفراسة هي: القدرة على معرفة بعض الأحوال ببعض العلامات الظاهرة.

والفراسة الصادقة سببها نور يقذفه الله في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب، وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فمن كان أقوى إيمانًا، فهو أحد فراسة، فإنها نوع من الإلهام،


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (١/ ٥٧٤).

<<  <   >  >>