للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: إن لي أخًا من أمي وأبي أكبر مني لكنه يكرهني كراهة شديدة، فهل تجوز مفارقته أوْ لا؟

ج: قابلْ سيِّئتَهُ بالحسنة، عسى أنْ يُزيلَ اللهُ كراهتَهُ لك ويُبدلَها حبًّا، قالَ اللهُ تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا... الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}، وثبتَ عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه-: أنَّ رجلا قال: يا رسولَ الله، لي قرابةٌ أَصِلُهُم ويقطعونِي، وأُحْسِنُ إليهم ويُسيئونَ إلي، وأحلمُ عنهمْ ويجهلونَ عليَّ. فقال: «لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ»، رواهُ مسلم، وثبتَ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنْ هُوَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا»، رواه البخاريُّ، وثبتَ عنهُ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ»، رواهُ مسلم (١).

س: أنا قد حصل بيني وبين أقاربي سوء تفاهم بعد صداقة قوية، وهم بنو عمي وأرحامي في نفس الوقت. تطورت إلى القطيعة بيننا، حتى أبنائي لا يعرفون جدهم لأمهم، وصار النساء عندنا يظنون أن بيننا عداوة بأسباب هذه القطيعة، وأنا أزورهم وهم لا يزوروننا. فهل علي إثم إذا قطعت صلتهم؟ رغم أنهم لا يردون الزيارة، وقد قطعوا صلتهم بنا رغم القرابة منذ (١٤) سنة، أفيدونا؟

ج: صِلَةُ الرَّحمِ واجبةٌ، وقطيعتُها من كبائرِ الذُّنوبِ، قال اللهُ تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى}، وقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، إلى أنْ قالَ: {وَآتِ ذَا


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٥/ ٣١٧).

<<  <   >  >>