للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: هل طباعةُ الكتبِ الشَّرعيَّةِ الصَّحيحَةِ ينتفعُ بها الإنسانُ بعد موتِهِ ويدخلُ في العلمِ الذي يُنْتُفعُ بِهِ كما جاء في الحديث؟

ج: طباعةُ الكتبِ المفيدةِ التي ينتفعُ بها الناسُ في أمورِ دينهم ودنياهم هي من الأعمالِ الصالحةِ التي يُثابُ الإنسانُ عليها في حياته ويبقى أجرها، ويجري نفعُها له بعدَ مماتِه، ويدخلُ في عمومِ قوله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثٍ: صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ، وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ، وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ»، وكلُّ من ساهمَ في إخراجِ هذا العلمَ النافعَ يَحْصُلُ على هذا الثواب العظيم؛ سواء كان مؤلِّفًا له، أو مُعَلِّمًا أو ناشرًا له بين الناس، أو مُخْرِجًا، أو مساهمًا في طِبَاعَتِه، كل بحسب جهده ومشاركته في ذلك (١).

س: نصيحتك الطيبة يا شيخنا الفاضل للشاب المغترب في غربته، فأفيدونا أفادكم الله، والله لا يضيع أجر عامل؟

ج: الواجبُ على الشَّابِّ المغتربِ في طلبِ العلمِ تقوى اللهِ جلَّ وعلا في جميعِ أمورِه، بأنْ يفعلَ ما أمرَ اللهُ به ويبتعدَ عمَّا نهى اللهُ عنه؛ حتى يُسهِّلَ اللهُ له ما يطلبُ ويُيَسِّرَ له جميعَ أمورِهِ ويحفظَهُ من كلِّ سوء، مع المحافظةِ على الصَّلواتِ الخمسِ في أوقاتِها جماعةً في المساجدِ قدرَ الاستطاعة، والحرصِ على مصاحبةِ الأخيارِ وأهلِ الدِّينِ والتَّقوى، وعلى الشَّابِّ المغتربِ الابتعادُ عن مواطنِ الشَّرِّ وأماكنِ المنكراتِ، والحذرُ من ارتيادها؛ حتى يَسلمَ له دينُه، وعليه الدَّعوةُ إلى اللهِ بالقولِ والعمل، فإنَّ المسلمَ يكونُ قدوةً لغيرِه، ونُوصيكَ بالإكثارِ من تلاوةِ القرآنِ الكريمِ بالتَّدبُّرِ والتَّعَقُّلِ والعمل، وفقك اللهُ ويسَّرَ أمرك (٢).


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣٧/ ١٦).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣٧/ ٣٧).

<<  <   >  >>