للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}، فهو استدلالٌ باطلٌ؛ لأنَّ هدايةَ الإرشادِ مطلوبةٌ ويقدرُ عليها المخلوق، قال تعالى في حقِّ نبيِّهِ محمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم-: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، وقالَ -صلى الله عليه وسلم-: «لأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»، رواهُ البخاريُّ، ومسلمٌ. والمنفِيُّ في الآيةِ هدايةُ التَّوفيقِ لقبولِ الحقِّ؛ لأنَّ هذهِ الهدايةُ من اختصاصِ اللهِ -سبحانه وتعالى-، كما في قولِهِ تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ} (١).

س: إذا نسي الإنسان الصلاة، ثم ذكرها عند دخول وقت الصلاة الثانية؛ فكيف يقضيها؟

ج: يجب على المسلم الاهتمام بالصلاة، وأدائها في وقتها مع الجماعة، وأن لا يتكاسل عنها أو يتأخر؛ لأن هذا مدعاة لإضاعتها ونسيانها، وإذا طرأ عليه نسيان أو نوم فلم يؤد الصلاة في وقتها فيجب عليه المبادرة بالصلاة التي نسيها أو نام عنها متى استيقظ أو ذكرها؛ لما رواه مسلم، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها».

فإذا استيقظ الإنسان أو تذكر وقد دخل وقت الصلاة الثانية فإنه يبادر بأداء الصلاة الفائتة، ثم يصلي الصلاة الحاضرة مع الجماعة، ولا يصلي الحاضرة قبل الفائتة؛ لأن الترتيب واجب ولا بد منه.

وفي حال أقيمت الصلاة الحاضرة قبل قضائه للصلاة الفائتة فإنه


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣١/ ٣٧).

<<  <   >  >>