للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: ما هو النفاق وأقسامه وصفته؟

ج: حد النفاق: إظهار الخير وإبطان الشر: وهو قسمان:

نفاق أكبر: اعتقادي مخلد صاحبه في النار، وذلك مثل ما أخبر الله به عن المنافقين في قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: ٨]؛ من المبطنين للكفر المظهرين للإسلام.

ونفاق أصغر: عملي، مثل ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ»، فالكفر الأكبر والنفاق لا ينفع معه إيمان ولا عمل، وأما الأصغر منهما فقد يجتمع مع الإيمان فيكون في العبد خير وشر، وأسباب ثواب وأسباب عقاب (١).

س: نأمل منكم التكرم بأن تبينوا لي التبرك الممنوع (البدعي) متى يكون شركًا أكبر، ومتى يكون شركا أصغر. مع ذكر الأمثلة؟

ج: التَّبرُّكُ بالمخلوقِ قسمان: أحدُهُما: التَّبَرُّكُ بالمخلوقِ من قبرٍ أو شجرٍ أو حجرٍ أو إنسانٍ -حيٍّ أو ميّتٍ-، يعتقدُ فاعلُ ذلك حصولَ البركةِ من ذلك المخلوقِ المتبرَّكِ به، أو أنَّه يُقرِّبهُ إلى اللهِ سبحانه، ويشفع له عنده، كفعلِ المشركينَ الأوَّلين، فهذا يُعتبرُ شركًا أكبرَ من جنسِ عملِ المشركينِ مع أصنامِهم وأوثانِهم، وهو الذي وردَ فيه حديثُ أبي واقدٍ اللَّيثيِّ في تعليقِ المشركين أسلحتَهم على الشَّجرة، واعتبرَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ذلك شركًا أكبرَ من المُعلِّقين، وشبَّهَ قولَ مَن طلبَ ذلك منه بقولِ بني إسرائيلَ لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ}.


(١) «فتاوى السعدي» (ص: ٥٢٥).

<<  <   >  >>