الفضائية، أو في غير ذلك، إذا دعا ورفع يديه. فهذا من أسباب الإجابة إلا في المواضع التي لم يرفع فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- فلا نرفع فيها، مثل خطبة الجمعة، فلم يرفع فيها يديه، إلا إذا استسقى فهو يرفع يديه فيها. كذلك بين السجدتين وقبل السلام في آخر التشهد لم يكن يرفع يديه -صلى الله عليه وسلم- فلا نرفع أيدينا في هذه المواطن التي لم يرفع فيها -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن فعله حجة وتركه حجة وهكذا بعد السلام من الصلوات الخمس. كان يأتي بالأذكار الشرعية ولا يرفع يديه، فلا نرفع في ذلك أيدينا اقتداء به -صلى الله عليه وسلم- أما المواضع التي رفع -صلى الله عليه وسلم- فيها يديه فالسنة فيها رفع اليدين تأسيا به -صلى الله عليه وسلم- ولأن ذلك من أسباب الإجابة، وهكذا المواضع التي يدعو فيها المسلم ربه ولم يرد فيها عن النبي رفع ولا ترك فإنا نرفع فيها للأحاديث الدالة على أن الرفع من أسباب الإجابة كما تقدم (١).
س: هل لديكم إيضاحات عن الدعاء المعروف أن الصَّلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد الصَّلاة، وما معنى قوله تعالى:{وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؟
ج: الصَّلاةُ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من أفضلِ العباداتِ، وقد أمرَ اللهُ تعالى بها بقولِهِ:{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}، وقد حث النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عليها وبيَّنَ مضاعفةَ أجرِها، فقال:«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا»، وقد شُرِعتْ بعد التَّشَهُّدِ في الصَّلاةِ، وفي صلاةِ الجنازةِ، وفي الخُطبةِ، وعندما يُذكرُ اسمُه، وفي مواضعَ أخرى، لكن لا نعلمُ أنَّها شُرِعَتْ بعد السَّلامِ من الصَّلاة.