للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: قد جاء في الحديث أن الإنسان لن يدخل الجنة بفضل عمله، بل بفضل الله تعالى وأرجو أن تعرفوني بمزيد من الأقوال عن هذا الصدد؟

ج: ليس بمجردِ العملِ ينالُ الإنسانُ السَّعادةَ، بل العملُ سببٌ، يدلُّ على ذلك قولُه تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}، فهذه باءُ السَّبب، وأمَّا ما نفاهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بقولِه «لَنْ يَدْخَلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ» الحديث، فهي باءُ المقابَلةِ، كما يُقالُ اشتريتُ هذه بهذا، أي ليس العملُ عِوضًا وثمنًا كافيًا في دخولِ الجنَّةِ، بل لا بُدَّ مع ذلك من عفوِ اللهِ وفضلِه ورحمتِه، فبعفوِه يمحو السَّيِّئات، وبرحمتِهِ يأتي بالخيرات، وبفضلِه يُضاعِفُ الحسنات (١).

س: هل يميت الله العصاة من هذه الأمة إن دخلوا النار إماتة حقيقية وما معنى لا يذوقون فيها الموت هل ورد في ذلك حديث أصلا؟ ...

ج: (أ) لا يموتُ الكفَّارُ ولا المؤمنونَ ولا عُصاةُ المؤمنين بعد موتَتِهم التي ماتُوها عند انتهاءِ أجلِهم في الحياةِ الدُّنيا، لا موتًا حقيقيًّا ولا موتًا غيرَ حقيقيٍّ كالنَّوم، لكن ناسٌ من عصاةِ المؤمنينَ أصابتهُم النَّارُ بذنوبِهم فأماتَتْهُم إماتةً حتى إذا كانوا فحمًا أُذِنَ بالشَّفاعة فيهم، كما جاءَ في حديثِ أبي سعيدٍ الخدريِّ قالَ قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَمَّا أَهْلُ النَّارِ الَّذِينَ هُمْ أَهْلُهَا، فَإِنَّهُمْ لا يَمُوتُونَ فِيهَا وَلا يَحْيَوْنَ، وَلَكِنْ نَاسٌ أَصَابَتْهُمُ النَّارُ بِذُنُوبِهِمْ -أَوْ قَالَ بِخَطَايَاهُمْ-فَأَمَاتَهُمْ إِمَاتَةً حَتَّى إِذَا كَانُوا فَحْمًا، أُذِنَ بِالشَّفَاعَةِ، فَجِيءَ بِهِمْ


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٣/ ٤٦٥).

<<  <   >  >>