للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

س: ما رأيكم بالحديث التالي: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَعْلَمَ مَا لَهُ عِنْدَ اللهِ، فَلْيَنْظَرْ مَا لِلهِ عِنْدَهُ»؟

ج: الحديثُ المذكورُ ذكرَه السُّيوطيُّ في «الجامعِ الصَّغيرِ»، ونسبَهُ إلى الدَّارقطنيِّ، وإلى أبي نُعيمٍ في «الحليةِ»، ورمزَ لهُ بالضَّعف.

ومعنى الحديثِ: أنَّ اللهَ يُنْزِلُ العبدَ منه حيثُ أنزلَهُ من نفسِه، فمنزلةُ اللهِ عندَ العبدِ في قلبِهِ على قدرِ معرفتِهِ إيَّاه، وعلمِهِ به، وإجلالِهِ له، واحترامِ أمرِهِ ونهيه، والوقوفِ عند أحكامِهِ بقلبٍ سليمٍ ونفسٍ مطمئنَّةٍ، مع العملِ بما أوجبَ اللهُ عليهِ، وتركِ ما حرَّمَهُ اللهُ عليه عن إخلاصٍ للهِ وتعظيمٍ له ورغبةٍ ورهبةٍ، كما قالَ سبحانه عن أنبيائِهِ والصَّالحين من عباده: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (١).

س: (رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه) (كثرة الضحك تميت القلب) هل هذان أثران أم حديثان ومن ذكرهما أو رواهما، وما نسبة صحتهما؟

ج: العبارةُ التي ذكرتَها بلفظ: «رَحِمَ اللهُ امْرَءًا عَرَفَ قَدْرَ نَفْسِهِ»: لا نعلمُ لها أصلا في المروياتِ بعد البحثِ والتَّتبُّع، فلم نجدْها في كتبِ أئمَّةِ الحديثِ المعتمدَة، ولم تُؤْثَرْ عن أحدٍ من الصَّحابةِ أو التَّابعين فيما نعلم، وهو من العباراتِ الدَّارجةِ على الألْسُنِ، ولا نعلمُ قائلَها.

أمَّا الحديثُ الواردُ بلفظِ: «كَثْرَةُ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ»، فقد أخرجَهُ ابنُ ماجه في «سننِهِ» عن أبي هريرةَ -رضي الله عنه- بلفظ قالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «لا


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٩/ ٢١٤).

<<  <   >  >>