للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الثوابِ ورحمةً بالأُمَّةٍ، وأداءً لواجبِ البلاغ؛ فإنَّه كما وصفَهُ تعالى بقوله: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}، فلمَّا لم يفعلْ ذلك مع وجودِ أسبابِهِ دلَّ على أنَّه غيرُ مشروع، وقد عرفَ ذلك أصحابُه -رضي الله عنهم- فاقتفوا أثرَه، واكتفوا بالعبرةِ والدُّعاءِ للأمواتِ عند زيارتِهم، ولم يثبتْ عنهم أنَّهم قرؤوا قرآنًا للأموات، فكانتْ القراءةُ لهم بدعةً مُحدثةً، وقد ثبتَ عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ».

ثانيًا: يلحقُ المسلمُ بعد موتِه ممَّا عملَ بنيَّةِ أن يكونَ ثوابُه للميِّت ما وردَ فيه دليلٌ من الشَّرعِ؛ كالدُّعاءِ والاستغفارِ والصَّدقةِ والحجِّ والعمرةِ وقضاءِ الدَّينِ للميِّت، وكذلك الصَّومِ عنه إذا كان عليه صوم (١).

س: أرجو الإفادة عن قول كثير من الناس: يا وجه الله، يا فزعة الله، يا جاه الله خط الله ومحمد رسول الله. وكذلك إذا جاؤوا إلى المريض ووجدوه مرتفع السخونة وضعوا أيديهم على رأسه وقالوا: يا رسول الله؟

ج: لا يجوزُ دعاءُ صفةٍ من صفاتِ اللهِ -عز وجل-، مثل: يا وجهَ الله، وإنَّما يُدعى الله -سبحانه وتعالى- ويتوسَّلُ إليه بأسمائِهِ وصفاتِه، بأنْ يُقال: يا رحمانُ ارحمنِي، يا غفورُ اغفرْ لي. وأمَّا قولُ القائلِ: يا وجهَ اللهِ، يا فزعةَ الله، ونحو ذلك فلا يجوز؛ لأنَّ الصِّفاتِ لا تُدعى، وإنَّما يُدعى الموصوفُ وهو اللهُ -سبحانه وتعالى-. وأمَّا مَن زارَ المريضَ ووضعَ يدَهُ على رأسِهِ، وقال: يا رسولَ اللهَ فهذا القولُ لا يجوز، بل هو من الشِّركِ الأكبرِ؛ لأنَّه دعاءٌ لغيرِ الله (٢).

* * *


(١) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٨/ ٢٠٤).
(٢) «فتاوى اللجنة الدائمة» (٢٨/ ٢٣٥).

<<  <   >  >>