للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحضارة فى ذلك الحين، وبخاصة بعد أن أصبحتا من أهم مراكز

الإسلام فى تلك المنطقة من بلاد «الهوسا».

وقد انتشر الإسلام فى إمارات «الهوسا» السبع فى فترة مبكرة إذ

دخل الإسلام فى إمارة «كانو» فى أواخر القرن الثانى عشر

الميلادى، وفى باقى الإمارات فى أوائل القرن الرابع عشر

الميلادى، وكان لاعتناق حكام إمارات «الهوسا» الإسلام، بالإضافة

إلى ما اتَّسمُوا به من العدالة وحب الرعية أثر كبير فى انتشار الإسلام

بين الناس، فازداد تمسكهم به وازداد تفانيهم وإخلاصهم له.

وبعد انتشار الإسلام فى هذه الإمارات، كثر وفود العلماء إليها

للدعوة ونشر الإسلام وتصحيح العقيدة بين أهلها، فقاموا بإنشاء

عدد كبير من المساجد كمراكز لنشر الدعوة الإسلامية فى هذه

الإمارات وما حولها من المناطق الأخرى، ونجحوا فى القضاء على

الوثنية التى كانت منتشرة بين السكان قبل دخولهم فى الإسلام.

وقد وجد هؤلاء العلماء فى هذه الإمارات الأمن والطمأنينة، مما

دفعهم إلى إحضار مؤلفاتهم، وبخاصة فى علوم اللغة والأدب

والتوحيد، ورحَّب بهم حكام هذه الإمارات، فازدهرت الثقافة واتسعت

مجالاتها بجهود هؤلاء العلماء، كما ازداد عدد الرجال المتعلمين؛ حيث

كان العلماء يعلِّمون الناس الآداب والثقافة الإسلامية باللغة والحروف

العربية.

ومن العلماء الذين يرجع إليهم الفضل فى نشر الإسلام والثقافة

الإسلامية فى هذه الإمارات الشيخ «عبدالرحمن زيد» الذى مارس

نشاطه فى الدعوة فى إمارة «كانو»، والشيخ «محمد بن عبدالكريم

المغيلى» فقيه «توات» الشهير الذى رحل إلى «كانو» و «كاتسينا»،

ونشر فيهما عقيدة الإسلام الصحيحة، والشيخ «عبده سلام» الذى

أحضر معه كتب «المدوَّنة» و «الجامع الصغير» والشيخ القاضى

«محمد بن أحمد بن أبى محمد التاذختى» المعروف باسم «أيد أحمد»

بمعنى «ابن أحمد» الذى وَلِىَ قضاء «كاتسينا» وتُوفِّى نحو سنة

(٩٣٦هـ = ١٥٢٩م)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>