«النيل» بين بلاد «النوبة» وموقع «الخرطوم» الحالية، ثم أخذت
تنتشر نحو «النيل الأزرق» و «الأبيض» و «كردفان» و «دارفور».
وثانيها «مجموعة جهينة» وهى قبائل قحطانية تلى «مجموعة
الجعليين» فى العدد، وفدت إلى «مصر» بعد الفتح، ثم مضت فى
طريقها إلى «السودان النيلى» منذ القرن الرابع عشر الميلادى،
واتخذت شرقى «السودان» مركزًا لها، ومنه انتشرت بعض بطونها
غربًا حتى وصلت إلى بلاد «البرنو».
وثالثها «مجموعة الكواهلة» التى نزلت فى «عطبرة» و «النيل
الأزرق» وحول «النيل الأبيض» و «كردفان».
وقد أقامت هذه المجموعات مشيخات عربية كبيرة وممالك متعددة،
مثل مملكة «العبدلاب» ومملكة «تقلى» التى أسسها العرب من
الجعليين فى منطقة جبال النوبا بكردفان فى أواسط القرن السادس
عشر الميلادى واتخذت هذه المملكة لنفسها منهجًا فى نشر الإسلام
والعروبة فى هذه المناطق الوعرة، فكانت تشجع القبائل العربية
على الهجرة والاستيطان، فهاجر إليها كثير من «الجعليين»
و «البديرية» و «الجوامعة».
وكانت هذه القبائل ذاتها أداة لنشر الإسلام وثقافته فى أرجاء
«السودان»، من ذلك ما قام به «الجعليون» خصوصًا «عشيرة
المجذوبين»، التى تنتسب إلى الفقيه «حامد بن محمد المجذوب»،
وكان كثيرٌ من أبناء هذه العشيرة يرحلون إلى «القاهرة» أو «مكة»
طلبًا للعلم، ثم يعودون إلى «السودان» لمتابعة رسالتهم، فيبنون
المساجد وينشئون الزوايا لتصبح مدارس ومعاهد للتعليم، يفد إليها
الطلاب من مختلف الآفاق.
وقد أنشأت هذه العشيرة مدينة «الدامر» التى أصبحت حاضرة روحية
للجعليين، بل للسودان النيلى كله، وبانتشار العرب فى «السودان
النيلى» على هذا النحو اكتسبت هذه المنطقة النسب والدم العربيين،
بجانب اللغة العربية وثقافتها، وبذلك انضم إلى العالم العربى
والإسلامى قطر فسيح الرقعة يسهم فى الحياة الإسلامية مساهمة
الأقطار الأخرى، ومن أقدم المراكز الإسلامية فى «السودان النيلى»