أمام ثبات المسلمين وإصرارهم على التمسك بعقيدتهم، وبعد انهيار
(الاتحاد السوفييتى) سنة (١٤١١هـ = ١٩٩١م) وزوال الحكم الملحد،
تنفَّس الناس الصعداء وعادت بلادهم إلى حظيرة العالم الإسلامى.
ولم يكتفِ أهالى تلك المنطقة باعتناق الإسلام، وإنما جنَّدوا أنفسهم
للدفاع عنه على حدوده الشرقية عند (الصين) والأتراك الشرقيين،
وأصبحت بلادهم معبرًا رئيسيا للإسلام إلى (الصين) وغيرها من بلاد
شرقى آسيا وجنوبى شرقيها إلى حوض (نهر الفولجا) شمالا؛ حيث
كانت قوافل الدعاة والتجار تجوب الطرق التجارية بين العالم
الإسلامى وتلك البلاد، يدعون إلى الإسلام، وقد وجدوا استجابة طيبة
وسريعة.
انتشار الإسلام فى السند:
كان إقليم (السند) مملكة مستقلة عندما فتحه المسلمون فى أواخر
القرن الأول الهجرى بقيادة (محمد بن القاسم الثقفى)، وسادت فيه
عدة ديانات كانت هى نفسها السائدة فى سائر ممالك شبه القارة
الهندية وولاياتها، مثل: (البرهمية)، و (البوذية).
ويؤكد لنا التاريخ أن الاتصال بين أهل (السند) والمسلمين سبق بزمن
طويل فتح بلادهم، وأنهم عرفوا كثيرًا عن الإسلام ومبادئه، بل إن
بعضهم أسلم مبكرًا، يروى (البلاذرى) أن كثيرين من أهل (السند) -
المنبوذين - قد أسلموا مبكرًا، بعد أن انحازوا إلى المسلمين؛ فرارًا
من اضطهاد البراهمة، فعندما كان (أبو موسى الأشعرى) يفتح إقليم
(الأهواز) غربى بلاد فارس، فى عهد (عمر ابن الخطاب) أرسل له زعيم
سندى اسمه (سياهـ) قائلا: (إننا قد أحببنا الدخول معكم فى دينكم
على أن نقاتل معكم عدوكم من العجم) واشترط أن يفرض له ولقومه
من العطاء، وأن ينزلوا حيث شاءوا من البلاد، فوافق (عمر بن
الخطاب) على ذلك لما كتب له (أبو موسى) يستأذنه.
وبعد انتهاء الفتح، نزل هؤلاء (البصرة)، وفرض لهم العطاء، ثم سألوا
أى القبائل أقرب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل لهم:
(بنو تميم)، فحالفوهم وخططت لهم الأحياء السكنية.