يجرى على أراضيها أعظم الأنهار وأكثرها طولا، من (نهر النيل) فى
(مصر) إلى (دجلة) و (الفرات) وفروعهما فى (العراق)، إلى أنهار الشام
الرئيسية: (بردى) و (العاصى) و (اليرموك)، إلى نهرى (جيحون)
و (سيحون) فى بلاد (ما وراء النهر)، إلى الأنهار العديدة فى
(الأندلس)، بالإضافة إلى رقعة واسعة من أخصب الأراضى.
وقد عمل (الحجاج بن يوسف الثقفى) على إصلاح شئون الزراعة
أثناء ولايته على (العراق) والمشرق، فأصلح كثيرًا من الأراضى التى
لم تكن مزروعة، وأمر بعودة الفلاحين إلى قراهم، بعد أن رأى ما
أصاب الزراعة من ضرر ونقص فى المحاصيل؛ نتيجة هجرتهم إلى
المدن للعمل فى الأعمال الحرفية المتعلقة بالصناعة والتجارة.
وهذه الخطوة التى أقدم عليها (الحجاج) لإصلاح الزراعة أساء الناس
فهمها، وعدُّوها من أخطائه؛ لأنه تدخل فى حرية الناس، لكنها عند
النظر الصحيح خطوة إيجابية من حاكم يفهم واجبات وظيفته، فأقدم
على حل مشكلة خطيرة لا تزال كثير من الحكومات المعاصرة عاجزة
عن حلها.
وقد اقتدى (خالد بن عبد الله القسرى) والى (العراق) فى عهد (هشام
بن عبد الملك) (١٠٥ - ١٢٥هـ) بما فعله (الحجَّاج) فى النهوض بالزراعة؛
فأصلح مساحات شاسعة فى منطقة المستنقعات، وزرعها وأضافها
إلى الرقعة الزراعية.
ويجدر بالذكر أن الإسلام حث على تعمير الأرض واستصلاح البور منها
للزراعة؛ لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (من أحيا أرضًا ميتة
فهى لهـ). [صحيح البخارى].
والمقصود بالأرض الميتة: الأرض البور أو الصحراوية التى لم تكن
مزروعة، فمن يصلحها تكن له، وقد حذا الصحابة حذو الرسول - صلى
الله عليه وسلم -، والأمويون من بعدهم فى تشجيع الناس على الزراعة
وعاونوهم على ذلك.
الصناعة:
ازدهرت فى العصر الأموى الصناعات الحربية التى تحتاج إليها
الجيوش من سيوف ودروع ورماح وحراب، وأُنشئَت الترسانات البحرية
اللازمة لصناعة السفن فى مدن الساحل، كالإسكندرية و (دمياط)