و (رشيد) فى (مصر)، و (عكا) و (صور) و (صيدا) و (بيروت) فى (الشام)،
وازدهرت كذلك الصناعات الخشبية اللازمة لأعمال بناء البيوت
والمساجد والمستشفيات، وأثاث المنازل، وصناعات الخزف والأدوات
المنزلية.
وعرف العصر الأموى صناعات النسيج، وكانت أكثر الصناعات
ازدهارًا فى (مصر) و (الشام) و (العراق) و (فارس) وبلاد (ما وراء النهر)،
وكانت تصنع من الصوف والقطن والكتان والحرير، بالإضافة إلى
صناعات المواد الغذائية القائمة على الإنتاج الزراعى والحيوانى،
وصناعات الجلود.
وأقام الأمويون دورًا لسك النقود؛ الدنانير الذهبية والدراهم الفضية
فى عهد (عبدالملك بن مروان) وما تلاه، وهذه الصناعة صعبة لأنها
تحتاج إلى استخراج الذهب والفضة من باطن الأرض، بعد
استخلاصهما مما هو ممزوج بهما من رمال ومعادن أخرى، ثم صهره
وتشكيله حسب الحاجة.
وإذا كانت الصناعات فى عصر الأمويين بسيطة، ولا تقارن بما وصلت
إليه فى الوقت الحاضر، فإنها كانت كافية ووافية بمتطلبات الحياة
والأحياء فى زمانها.
التجارة:
كان العرب قبل ظهور الإسلام وسيطًا تجاريا مهما بين الشرق
والغرب؛ حيث كانت التجارة القادمة من الشرق وبخاصة من (الهند)
و (الصين) تمر ببلاد العرب عبر طريقين رئيسين:
الطريق الأول: يمر بعدن فى جنوب غرب (اليمن) على مدخل (البحر
الأحمر) الجنوبى؛ حيث تأتى السفن، بعضها يواصل سيره فى البحر
الأحمر إلى (ميناء القلزم) - السويس - فى (مصر)، ثم تفرغ حمولتها،
وتنقل البضائع بالقوافل إلى الموانئ المصرية على (البحر المتوسط)،
وبخاصة (ميناء الإسكندرية)، ثم تشحن فى السفن بحرًا مرة أخرى
إلى (أوربا)، وبعضها الآخر يفرغ حمولته فى (عدن)، ثم تحملها
القوافل برا عبر الساحل الغربى لشبه الجزيرة العربية، المطل على
(البحر الأحمر)، وتمر بمكة المكرمة، التى كانت مركزًا تجاريا مهما،
وبعضها يواصل سيره إلى (ميناء غزة) فى (فلسطين).