وسبائك الذهب والفضة، كما كانت تستورد منها الحرير.
ولم تقتصر الأرباح المالية التى كانت تجنيها الدولة الأموية على مجرد
التبادل التجارى، بل كانت تحصل على أموال طائلة من التجارة
العابرة على هيئة رسوم جمركية، كما خلقت هذه العملية التجارية
الواسعة فرص عمل لعشرات الآلاف من الناس، وبخاصة فى مدن
الموانئ على سواحل جزيرة العرب الجنوبية والشرقية، مثل (عدن)
و (حضرموت)، و (صحار) و (هرمز)، و (البحرين)، و (القطيف)، و (سيراف)،
و (البصرة)؛ فازدهرت هذه المدن ازدهارًا كبيرًا، كما ازدهرت الموانئ
الأخرى المطلة على (البحر الأحمر)، كميناء (جدة) و (السويس)، أو
المطلة على (البحر المتوسط) من (أنطاكية) شمالا حتى (غزة) جنوبًا،
وكذلك موانيه الجنوبية فى (مصر) و (شمالى إفريقيا)، مثل (دمياط)
و (الإسكندرية) و (طرابلس الغرب) و (تونس).
وقد ساعد على ازدهار تلك الحركة التجارية العالمية اهتمام الدولة
الأموية بإنشاء الطرق، وتعبيدها وتأمينها، فكانت القوافل تسير
فى طرق آمنة، تنتشر على جوانبها الفنادق والاستراحات والأسواق.
الحركة العمرانية فى العصر الأموى:
شهد العصر الأموى نهضة عمرانية كبرى، استفاد فيها المسلمون من
التراث، ومن الطرز المعمارية التى وجدوها فى البلاد المفتوحة سواء
أكانت فارسية أم بيزنطية أم مصرية، وطبعوها بطابع عربى
إسلامى، ووضعوا بذور فن معمارى متميز عن غيره من الفنون
المعمارية الأخرى، وساعدهم على ذلك الثراء الواسع الذى كانت
تتمتع به الدولة.
إنشاء المدن الجديدة:
أنشأ الأمويون عددًا من المدن فى المشرق والمغرب، ولا يزال معظمها
قائمًا معروفًا حتى الآن، فأنشأ (عقبة بن نافع) فى عهد (معاوية بن
أبى سفيان) (٤١ - ٦٠هـ) مدينة (القيروان) فى (تونس)، وقد أصبحت
عاصمة الشمال الإفريقى كله فى العصر الأموى، ومركزًا من أعظم
المراكز الحضارية الإسلامية.
وفى عهد (عبدالملك بن مروان) (٦٥ - ٨٦هـ) أنشأ أخوه (عبدالعزيز بن