والسيرة الأوائل الذين ضاعت مؤلفاتهم، كأبان بن عثمان بن عفان،
و (عروة بن الزبير) وغيرهما.
علم التفسير:
هو العلم الذى يبحث فى بيان معانى آيات القرآن وأسلوبه وبيانه،
إلى غير ذلك مما حفلت به كتب التفسير من مصطلحات هذا العلم؛
كالمجمل والمفصّل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ،
وأسباب النزول.
ومع كون الصحابة - رضوان الله عليهم - أقدر الناس على فهم القرآن
الكريم، فإنهم اختلفوا فى فهمه على حسب اختلاف قدراتهم العقلية،
واشتهر منهم بالتفسير وفهم القرآن الكريم: الخلفاء الراشدون، و (ابن
مسعود)، و (ابن عباس)، و (أبىُّ بن كعب)، و (زيد بن ثابت).
وعن هؤلاء وغيرهم تلقى التابعون، وعلى رأسهم: (مجاهد بن جبر)،
و (عطاء بن أبى رباح)، و (عكرمة مولى ابن عباس)، و (سعيد بن
جبير)، و (سعيد بن المسيب)، و (الحسن البصرى)، و (محمد بن سيرين)،
وبعض هؤلاء ألفوا كتبًا فى التفسير، لكنها ضاعت ولم تصل إلينا،
كما ضاعت كتب التفسير التى ألِّفت بعد عصر التابعين، ومنها ما
نُسب إلى (سفيان بن عيينة) و (وكيع بن الجراح)، و (عبد الرزاق) وكثير
غيرهم.
والخلاصة أنه لم يصل إلينا كتاب فى التفسير يرجع إلى العصر
الأموى، وأول كتاب فى التفسير وصل إلى أيدى الناس هو كتاب
(معانى القرآن) للفرَّاء المتوفى سنة (٢٠٧هـ)، ثم توالت بعده مطولات
كتب التفسير، ولعل من أشهرها تفسير الإمام (الطبرى) المتوفى سنة
(٣١٠هـ)، المعروف باسم (جامع البيان عن تأويل آى القرآن).
علم الحديث:
الحديث فى اللغة: مطلق الكلام، وفى الاصطلاح: هو كلام النبى - صلى
الله عليه وسلم -، الذى هو المصدر الثانى للتشريع بعد القرآن الكريم.
وقد حرص الصحابة على حفظ كل ما يسمعونه من النبى - صلى الله
عليه وسلم -، وكانوا يسألونه ليبين لهم ما غمض عليهم فهمه من
القرآن، وهذا من وظائفه لقوله تعالى {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس
ما نُزِّل إليهم ولعلهم يتفكرون}. [النحل: من ٤٤].