بالمغازى والسير جعلته من علمائها البارزين، وتوفى فى نهاية
القرن الأول الهجرى.
عروة بن الزبير بن العوام:
وُلد فى (المدينة) سنة (٢٦هـ)، وتتلمذ على يد خالته أم المؤمنين
السيدة (عائشة)، وروى عنها حديث النبى - صلى الله عليه وسلم -
ومغازيه، واشتهر (عروة) بأنه من فقهاء (المدينة)، مثل (أبان بن
عثمان)، غير أن شهرته بالمغازى والسير كانت أكبر، وكانت له
مؤلفات كثيرة، ذكر (ابن سعد) فى كتابه (الطبقات) أنه أحرقها فى
يوم (الحرة)، وهى الواقعة الحربية المشهورة سنة (٦٣هـ) فى
(المدينة)، وقد حزن كثيرًا على فقدها، وتوفى (عروة) سنة (٩٤هـ).
شرحبيل بن سعد:
وهو ثالث ثلاثة من كتاب الطبقة الأولى من أهل (المدينة) فى علم
السيرة، نشأ فى (المدينة)، وأخذ العلم عن الصحابة، حتى صار علمًا
من أعلام السير والمغازى، ويروى أنه كان أعلم الناس بالمغازى
وبخاصة أهل (بدر)، وقد تُوفُّى سنة (١٢٣هـ).
وهب بن منبه:
وُلد فى قرية (زمار) بجوار (صنعاء) باليمن، وهو واحد من رجال
الطبقة الأولى من علماء السيرة والمغازى، ومن العلماء الموسوعيين
الذين كتبوا فى علوم شتىَّ، فكان مصدرًا من مصادر علوم أهل
الكتاب، ومن الثقاة فى تاريخ الأنبياء.
وقد ألَّف (وهب) مؤلفات كثيرة، لم يصل إلينا منها شىء، وإن وجدت
مؤخرًا فى مدينة (هيدلبرج) بألمانيا أوراق بردى، يقال إنها قطعة
من كتاب المغازى لوهب بن منبه، تحوى معلومات عن (بيعة العقبة)،
وحديث (قريش) فى دار الندوة، وتدبيرها لقتل الرسول - صلى الله
عليه وسلم -، والاستعداد للهجرة إلى (المدينة).
ثم تلا هذه الطبقة طبقة أخرى، واصلت عملها فى مجال التأليف
والكتابة فى السيرة والمغازى، من أبرزهم (محمد بن مسلم بن شهاب
الزهرى)، الذى امتاز على معاصريه بكثرة الكتابة والتدوين، غير أن
مؤلفاته ضاعت ولم يصل إلينا منها شىء، وعلى الرغم من ذلك فإن
علمه حفظه لنا تلاميذه الكثيرون، وكان من أعظمهم فى مجال
السيرة والمغازى: