للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالخلافة سنة (٦٤هـ)، فبدأ عهده بالقضاء على أنصار «ابن الزبير»

فى الشام فى موقعة «مرج راهط» الشهيرة فى العام نفسه، ثم

زحف إلى «مصر»، فاستردها بسهولة من والى «ابن الزبير» عليها،

وعاد إلى «دمشق». وتُوفِّى سنة (٦٥هـ)، فخلفه ابنه «عبدالملك بن

مروان»، الذى أخذ على عاتقه القضاء على «ابن الزبير» وغيره من

خصوم الدولة الأموية، فهزم جيوش «ابن الزبير» بقيادة أخيه

«مصعب» فى «العراق» سنة (٧٢هـ)، ثم أرسل «الحجاج ابن يوسف

الثقفى» على رأس جيش للقضاء على «ابن الزبير» فى «مكة»،

فنجح فى ذلك، وقتل «ابن الزبير» فى جمادى الأولى سنة (٧٣هـ).

وبمقتله انهارت دولته التى استمرت نحو تسع سنوات (٦٤ - ٧٣هـ)،

وكانت فى مبدأ أمرها تسيطر على معظم الدولة الإسلامية.

كما نجح عبدالملك فى القضاء على دولتى الخوارج، وبذلك تخلَّص

من خصومه، وقضى على الانقسامات التى أضعفت الدولة الإسلامية،

وأعاد إليها وحدتها، ولذا عدَّه المؤرخون المؤسس الثانى للدولة

الأموية، وعدُّوا سنة (٧٣هـ) عام الجماعة الثانى.

أسباب سقوط دولة عبدالله بن الزبير:

عندما بايع الناس «عبدالله بن الزبير» بالخلافة سنة (٦٤هـ) كانت كل

عوامل النجاح متوافرة له، فقد بويع له بالخلافة فى وقت لم يكن فيه

للمسلمين خلافة، وهو بذلك خليفة شرعى وليس خارجًا على خليفة،

وكانت تلك دعامة قوية له، ثم إن معظم أقطار العالم الإسلامى قد

بايعته راضية ومقتنعة به، لماضيه وماضى أسرته، وعلاقته الوثيقة

ببيت النبوة.

وعلى الرغم من ذلك كله فإن «عبدالله بن الزبير» أخفق فى الحفاظ

على دولته لأسباب كثيرة، منها:

- أنه قبع فى «مكة»، وهى على قداستها لم تكن تصلح عاصمة

سياسية لدولة امتدت حدودها، فكان عليه أن ينتقل إلى قطر غنى،

يتوسط الدولة كالعراق أو الشام، ولو فعل ذلك لكان أفضل له ولشد

من عزيمة أنصاره؛ لأن كفته كانت ترجح كفة «مروان بن الحكم»

<<  <  ج: ص:  >  >>