وابنه «عبدالملك» عند كثير من الناس، حتى فى الشام نفسها، فقد
بايعه معظم أهلها.
- امتناع «بنى هاشم» عن بيعته، فقد رفض أن يبايعه زعماؤهم،
مثل: «عبدالله بن عباس» و «محمد بن على بن أبى طالب»، وكان
قاسيًا معهم، فلم يعاملهم بما يليق بهم من التقدير والاحترام، مثلما
كان يفعل معهم «بنو أمية»، بل تهددهم وسجنهم فلم يرضخوا له،
وبايعوا «عبدالملك بن مروان»، كما امتنع عن بيعته «ابن عمر»،
فأضعف ذلك كله موقفه.
- معارضة الخوارج له، بعد أن رفض اعتناق أفكارهم وآرائهم،
فانقلبوا ضده.
- خيانة أهل «العراق»، وعدم إخلاصهم له، فقد تخلى معظمهم عن
أخيه «مصعب» عندما التقت جيوشه بجيوش «عبدالملك بن مروان»،
وانضموا إليها.
- إسراف أخيه «مصعب» فى سفك الدماء، حتى ليروى أنه قتل ستة
آلاف من أهل «الكوفة» دفعة واحدة، بعد مقتل «المختار بن عبيد الله
الثقفى» سنة (٦٧هـ)؛ مما أوغر صدور قبائلهم على «آل الزبير»،
فليس ببعيد أن يكون موقفهم فى معركته الفاصلة مع «عبدالملك»
انتقامًا منه لما صنع بأهلهم.
- شحه بالمال وعدم سخائه مع أنصاره، فى الوقت الذى كان فيه
يسخو خصمه «عبدالملك بن مروان» على أنصاره، بل استطاع بالمال
استمالة أنصار «ابن الزبير» نفسه إلى صفّه.
ثورة عبدالرحمن بن الأشعث (٨١ - ٨٣هـ):
هى واحدة من أعنف الثورات التى هبت فى وجه الدولة الأموية، ولم
يكن الدافع إليها خلاف مذهبى مع الدولة، كما هو الحال مع الخوارج
والشيعة، وإنما كان دافعها الأساسى الطموح الشخصى الذى لعب
برءوس بعض أبناء القبائل الكبرى، وكان «عبدالرحمن بن الأشعث»
زعيم هذه الثورة نموذجًا لها؛ إذ استغل العداء التقليدى والحقد
الدفين الذى يكنه العراقيون لبنى أمية أسوأ استغلال، وأعلن
الثورة عليهم.
وخلاصة القصة أن «الحجاج بن يوسف» والى «العراق» (٧٥ - ٩٥هـ)
أمَّر «عبدالرحمن بن الأشعث» على جيش كبير سنة (٨٠هـ) أطلق عليه