الأوربية كلها، التى كانت تعيش عصورًا مظلمة وتحيا حياة متخلِّفة.
فتح بلاد ما وراء النهر:
أطلق المسلمون اسم بلاد «ما وراء النهر» على البلاد المعروفة الآن
باسم «آسيا الوسطى» الإسلامية، وتضم خمس جمهوريات إسلامية،
كانت خاضعة للاتحاد السوفييتى، ثم منَّ الله عليهم، فاستقلُّوا بعد
انهياره.
وتقع بلاد «ما وراء النهر» بين نهر «جيحون» (أموداريا) فى الجنوب،
ونهر «سيحون» (سرداريا) فى الشمال، وأهلها من أصول تركية،
حلُّوا بها منذ القرن السادس الميلادى.
وكانت هذه البلاد تتكون - عند الفتح الإسلامى - من عدة ممالك
مستقلة، وهى:
١ - مملكة «طخارستان»، وتقع على ضفتى نهر «جيحون»،
وعاصمتها «بلخ».
٢ - مملكة «الخُتّل»، وهى أول مملكة شمالى نهر «جيحون»،
وعاصمتها مدينة «هلبك».
٣ - مملكة «صغانيان»، وعاصمتها تسمى «صغانيان» أيضًا.
٤ - مملكة «الصغد»، وعاصمتها مدينة «سمرقند»، ومن أهم مدنها
«بخارى».
٥ - مملكة «خوارزم» وعاصمتها مدينة «الجرجانية».
وكانت تُسمَّى هذه بالممالك الجيحونية، بالإضافة إلى عدة ممالك
أخرى تقع على ضفتى نهر «سيحون»، سُميت بالممالك السيحونية،
وهى «الشاش»، و «أشروسنة»، و «فرغانة».
وهذه الممالك كلها تم فتحها خلال عشر سنوات (٨٦ - ٩٦هـ) فى
خلافة «الوليد بن عبدالملك»، على يد «قتيبة بن مسلم الباهلى»،
وبقوة دفع هائلة من «الحجاج بن يوسف الثقفى» والى «العراق»
والمشرق.
قتيبة بن مسلم فاتح بلاد ما وراء النهر:
طرق المسلمون هذه البلاد عدة مرات منذ خلافة «عثمان بن عفان»
رضى الله عنه، وغزاها عدد كبير من القادة المسلمين كان آخرهم
«المهلب بن أبى صفرة»، ولم تكن حملاتهم عليها للاستقرار الدائم
والفتح المنظم، وإنما كانت لتعرفها ومعرفة أحوالها.
وبدأت المرحلة الحاسمة فى الفتح والاستقرار مع تسلم «قتيبة بن
مسلم» قيادة جيوش الفتح وولاية إقليم «خراسان» سنة (٨٥هـ)،