للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العهدين، وتميزت حضارة الإخشيديين بزيادة العمران بالفسطاط

ومدِّ ضواحيها، وتشييد القصور وإقامة البساتين الجميلة، كما

كان «ضرب السَّكَّة» من مظاهر الاستقلال فى العهد الإخشيدى،

فقد ضربوا السكة وجعلوا عليها أسماء الإخشيديين إلى جانب

الخليفة، وفى عهدهم ظهر منصب «الوزارة» رسميا، لأول مرة

فى «مصر» منذ الفتح الإسلامى لها، وكان «أبو الفتح الفضل بن

جعفر بن الفرات» أول من تولى هذا المنصب حتى وفاته سنة

(٣٢٧هـ)، ثم من بعده ابنه «جعفر»، الذى ظل يشغل هذا المنصب

حتى نهاية الدولة الإخشيدية، وكذلك كان منصب «الحاجب» من

المناصب التى ظهرت أهميتها فى البلاط الإخشيدى، وقد أولى

الإخشيديون القضاء عنايتهم، وكان من أشهر قضاتهم: «محمد

ابن بدر الصيرفى» و «الحسين بن أبى زرعة الدمشقى»، وكان

«عمر ابن الحسن الهاشمى» من أشهر القضاة فى عهد

«كافور»، وكذلك «أبو طاهر الزهلى» الذى ظل على قضاء

«مصر» حتى دخلها الفاطميون. ولعل من أبرز مآثر «الإخشيد»

أنه كان يجلس للنظر فى المظالم يوم الأربعاء من كل أسبوع،

وحذا «كافور» حذوه فى ذلك، كما أن «الإخشيد» كان ذا

عزيمة، فقد أعد جيشًا قويا بلغ أربعمائة جندى فيما عدا حرسه

الخاص، فنعمت البلاد بالرخاء والثراء خلال هذا العهد الذى لم

يبخل فيه «الإخشيد» بأى مال أو معونة، وأنعم على الفقراء

وقدم لهم المساعدات، ومضى «كافور» على نفس الدرب،

ويُروَى عنه أنه كان يعمل على إسعاد الفقراء وخاصة فى

الأعياد، وكان يخرج من ماله يوم عيد الأضحى حمل بغل ذهبًا،

وكشوفًا بأسماء المحتاجين، وينيب عنه من يمر عليهم ويعطى

كلا منهم نصيبه. كان للعلم والأدب دولة ذات شأن فى بلاط

الإخشيديين، ونبغ فى عهدهم عدد كبير من العلماء منهم: «أبو

إسحاق المروزى» المتوفَّى سنة (٣٤٠هـ) أحد الأئمة المعروفين

بسعة معارفهم وكثرة مؤلفاتهم، و «على بن عبدالله المعافرى»

قاضى «الإسكندرية» المتوفى سنة (٣٣٩هـ)، ومن المحدثين:

<<  <  ج: ص:  >  >>