من الاضطرابات والقلاقل، حيث سيطر العرب الهلاليون على كثير
من مناطق «إفريقية»، وثار عليه أهل «تونس» وخرجوا عن
طاعته، فأرسل إلى «تونس» جيشًا، حاصرها سنة وشهرين،
فلما اشتد الحصار على الناس، طلبوا الصلح، وعاد جيش «تميم»
إلى «المهدية»،ثم ثارت عليه مدينة «سوسة» فحاصرها وفتحها
عنوة، وأمن أهلها على حياتهم. وقد تعرضت «المهدية» فى
عهده لهجمات الهلالية، لكنه تمكن من صدهم، ثم حاصر «قابس»
و «صفاقس»، واستولى عليهما من أيدى الهلالية الذين كانوا
يحتلونهما. وعمد إلى مهادنة أبناء عمومته فى «الجزائر»،
وزوج ابنته للناصر بن علناس أمير «الجزائر»، وأرسلها إليه فى
موكب عظيم، محملة بالأموال والهدايا. ثم تُوفى فى سنة
(٥٠١هـ= ١١٠٧م). ٦ - يحيى بن تميم بن المعز بن باديس [٥٠١ -
٥٠٩هـ= ١١٠٧ - ١١١٥م]: ولد بالمهدية فى (٢٦ من ذى الحجة سنة
٤٥٧هـ)، وولى الإمارة وعمره ثلاث وأربعون سنة وستة أشهر
وعشرون يومًا، فوزَّع أموالا كثيرة، وأحسن السيرة فى
الرعية، ثم فتح قلعة «أقليبية» التى استعصى على أبيه من
قبل فتحها، كما جهز أسطولاً كبيرًا، كان دائم الإغارة على
الجزر التابعة لدولة الروم فى البحر المتوسط، ومات فجأة فى
يوم عيد الأضحى سنة (٥٠٩هـ - ١١١٥م). ٧ - على بن يحيى بن
تميم [٥٠٩ - ٥١٥ هـ = ١١١٥ - ١١٢١م]: لم يكن الأمير «على»
حاضرًا بالمهدية - التى وُلد بها - حين وفاة والده، فلما وصل إليه
الخبر، حضر مسرعًا، ودفن والده، وتولى الإمارة خلفًا له، ثم
جهز أسطولاً كبيرًا لمهاجمة جزيرة «جَرْبَة»، لأن أهلها قطعوا
الطريق على التجار، وتمكن الأسطول من إخضاع الجزيرة، وأمَّن
الأمير أهلها وعفا عنهم، ثم قضى على عصيان «رافع» عامله
على «قابس»، الذى سعى إلى شق عصا الطاعة وحشد الجموع
لمهاجمة «المهدية». وقد تُوفى الأمير «على» فى العشر الأواخر
من شهر ربيع الآخر سنة (٥١٥هـ= يونيو ١١٢١م). ٨ - الحسن بن