على بن يحيى [٥١٥ - ٥٤٣هـ= ١١٢١ - ١١٤٨م]: ولى الإمارة عقب
وفاة والده الأمير «على»، وكان عمره آنذاك اثنتى عشرة سنة،
فقام «صندل الخصىّ» بإدارة شئون الحكم، إلا أنه تُوفى بعد
فترة قصيرة، فتولى القائد «أبو عزيز موفق» الإشراف على
أمور البلاد، وتمكن من صد الأسطول الرومى الذى هاجم بعض
حصون الزيريين فى سنة (٥١٧هـ= ١١٢٣م)، وكذلك ألحق الأمير
«الحسن» الهزيمة بجيش «يحيى بن عبدالعزيز بن حماد» أمير
«بجاية» الذى جاء لمهاجمة «المهدية» والاستيلاء عليها فى سنة
(٥٢٩هـ= ١١٣٥م). وفى سنة (٥٣٧ - ٥٤٣هـ= ١١٤٢ - ١١٤٨م) حل
القحط بإفريقية واستغل ملك «صقلية» ذلك وجهز أسطولاً كبيرًا،
وتوجه به قاصدًا «المهدية»، ولم يستطع «الحسن» الدفاع عنها،
وهرب بأهله ومتاعه إلى أبناء عمومته من «بنى حماد»،
فوضعوه وأهله تحت الحراسة، ومنعوه من التصرف فى شىء
من أمواله، ودخل الروم مدينة «المهدية» دون قتال أو ممانعة،
فسقط حكم «بنى زيرى»، وسقطت إمارتهم، وكان «الحسن بن
على» آخر أمراء «الدولة الزيرية». شكلت العلاقات الزيرية
الفاطمية حجر الزاوية فى وضع «بنى زيرى» بالمغرب؛ إذ
أسفرت هذه العلاقات عن هجوم القبائل الهلالية على أقاليم
«الدولة الزيرية»، بمساعدة الفاطميين فى «مصر» وتوجيههم،
وكان ذلك سببًا رئيسيا فى سقوط «بنى زيرى» وانتهاء
دولتهم، كما اتخذ «المعز بن باديس» خطوات جريئة فى سبيل
الاستقلال بإمارته عن الخلافة الفاطمية، حين قاطع أهل
«إفريقية» صلاة الجمعة بالمساجد لأنها تمثل المذهب الشيعى،
فضلا عن نبذ الرعية للمذهب الشيعى وتمسكهم بالمذهب
المالكى، وبدأ «المعز» فى السعى إلى الاستقلال عن الفاطميين
وراسل الخلافة العباسية فى سنة (٤٣٥هـ= ١٠٤٤م)، وبعث رسولاً
من قِبله إلى «بغداد» ليأتيه بالعهد واللواء، ورحب «العباسيون»
بذلك، للانتقام من الفاطميين، واسترجاع بعض مظاهر سيادتهم
على هذه المناطق التى انفصلت عنهم منذ زمن بعيد، وبعثوا