إليها الطريق الملاحى الذى تنقل التجارة بواسطته من هذه البلاد
وإليها، وكانت أهم الطرق البرية هى: الطريق الذى كان يربط
البلاد بمنطقة «السنغال» و «النيجر»؛ إذ كان يمر بسجلماسة
«ودرعة» ومدن «المغرب الأقصى»، متجهًا إلى «أودغشت»، ثم
إلى منحنى «النيجر»، وهناك طريق الساحل الذى يربط «دولة
المرابطين» بالشرق حتى «مصر»، إلى جانب طريق آخر من
«أودغشت» و «سجلماسة»، تسير فيه القوافل بالصحراء حتى
«الواحات الداخلة» بمصر. وكان للموانى المنتشرة على ساحل
«البحر المتوسط» و «المحيط الأطلسى» أثر كبير فى تنشيط
حركة التجارة، فتنوعت صادرات البلاد، وشملت: القطن، والقمح،
والسكر، والزيتون، والزيت المستخرج من الأسماك، والنحاس
المسبوك، وغيرها من الصادرات. أما أهم وارداتها، فكانت:
الذهب، والزئبق، وبعض أنواع النسيج البلنسى، والعطر
الهندى، وبعض الواردات الأخرى. شكل البربر الغالبية العظمى
من سكان «بلاد المغرب» الذين تأسست على أيديهم دولة
المرابطين، وقد شاركهم العرب فى الإقامة بالمنطقة منذ بدأت
فتوح المسلمين لهذه البلاد، ثم جاءت القبائل العربية الهلالية بعد
ذلك إليها، وشاركهم السودانيون الذين انضموا إلى جيوش
المرابطين، فضلاً عن تواجد عنصر الروم والصقالبة الذين عاشوا
فى ظل المرابطين، واتخذ منهم بعض الأمراء حرسه الخاص، كما
استخدمهم بعض الأمراء فى جباية الأموال. وقد تبوأت المرأة
مكانة مرموقة فى المجتمع المرابطى، وتمتعت بوضع كريم فى
القبيلة الصنهاجية؛ إذ كانت تشترك فى مجلس القبيلة، وتشارك
فى الأمور المهمة. وبلغ احترام المرابطين للمرأة حدا جعل القادة
والأمراء يُلقبون أنفسهم بأسماء أمهاتهم، تقديرًا لدور المرأة
فى المجتمع، فنجد «ابن عائشة»، و «عبدالله بن فاطمة»، وهما
من أبرز قادة المرابطين. وعاش أهل الذمة فى بلاد المرابطين
إلى جانب غيرهم من طبقات المجتمع وفئاته فى ظل حماية