سنة (٥٥٨هـ= ١١٦٣م)، ليكون خلفًا لوالده. وما إن استقر فى
العاصمة حتى واجهته ثورة «مرزدغ الصنهاجى» بجبال
«غمارة»، فنجح فى القضاء عليها وتفريق أعوانها، ثم أمر
بقتل «مرزدغ»، وحمل رأسه إلى العاصمة «مراكش». ووجه «ابن
عبدالمؤمن» جُلَّ جهوده إلى دعم سلطة الموحدين بالأندلس،
وبعث بالحملات المتتابعة إليها، وخرج على رأس إحداها فى
سنة (٥٦٦هـ= ١١٧٠م)، لتأمين ثغور «الأندلس» وضبطها
وإصلاحها، ثم خرج فى سنة (٥٧٩هـ= ١١٨٣م) على رأس حملة
كبيرة إلى «الأندلس» لغزوها، إلا أنه أصيب بسهم عند أسوار
«شنترين»، فأسرع الجند بحمله والعودة به مصابًا إلى
«مراكش»، فقضى نحبه فى سنة (٥٨٠هـ= ١١٨٤م). ولى «يعقوب
بن يوسف بن عبدالمؤمن» خلفًا لوالده فى سنة (٥٨٠هـ= ١١٨٤م)،
ولقب نفسه بالمنصور، وتوزعت جهوده العسكرية فى أكثر من
ميدان؛ حيث قامت ثورة بزعامة «الجزيرى» الذى أخذ يدعو
لنفسه بين القبائل فى سنة (٥٨٥هـ= ١١٨٩م)، فقضى عليها
«المنصور» وقتل زعيمها، ثم قامت ثورة أخرى ببلاد «الزاب»
بزعامة رجل يدعى «الأشلّ» فى سنة (٥٨٩هـ = ١١٩٣م)، فكان
مصيرها الفشل مثل سابقتها. أما ثورة «بنى غانية»، التى
استهدفت إحياء «دولة المرابطين» والدعاء للخلافة العباسية
على المنابر بإفريقية، فكانت الخطر الحقيقى الذى هدد «دولة
الموحدين»، فوجّه «المنصور» إليها كل جهوده للقضاء عليها،
وعلى الرغم من تكرار المحاولة فإنه لم ينجح فى القضاء عليها
نهائياًّ. وقد أولى «المنصور» «الأندلس» اهتمامه وعنايته، ودخل
فى عدة معارك مع الإفرنج؛ كانت أبرزها معركة «الأرك» فى
سنة (٥٩١هـ= ١١٩٥م)، تلك التى أوقفت زحف النصارى، وزادت
من هيبة الموحدين ومكانتهم بالشمال الإفريقى، ثم أصيب
المنصور بوعكة صحية أدت إلى وفاته فى سنة (٥٩٥هـ =
١١٩٩م). تولى «الناصر أبو عبدالله محمد بن يعقوب» خلفًا لوالده
«المنصور»، فحدثت فى عهده بعض التطورات السياسية