والعسكرية التى انتقلت بدولة الموحدين من مرحلة القوة
والسيادة إلى مرحلة الانهيار والسقوط؛ حيث تمكن فى بداية
حكمه من القضاء على ثورة «بنى غانية» بإفريقية التى دخلها
فى سنة (٥٩٨هـ= ١٢٠٢م)، وعاد منها فى سنة (٦٠٤هـ= ١٢٠٧م)،
بعد أن ولى على «إفريقية» «أبا محمد عبد الواحد بن أبى
حفص» أحد أشياخ الموحدين، فعكف «ابن أبى حفص» على
معالجة شئون «إفريقية»، ودعم سلطان الموحدين بها، إلا أن
ولاية «أبى حفص» كانت البداية لقيام «دولة الحفصيين» بتونس؛
حيث استقل أبناؤه - بعد ذلك - بها وأسسوا ملكًا مستقلاً. وقد
فُجع الموحدون بهزيمة قاسية بالأندلس فى معركة «العقاب»
التى راح ضحيتها عدد كبير من الجند، مما أضعف «دولة
الموحدين» وأفقدهم هيبتهم، وأُصيب «الناصر» بالمرض، وتوفى
فى سنة (٦١٠هـ= ١٢١٣م). وقد عرف الانهيار والضعف طريقهما
إلى «دولة الموحدين» عقب وفاة «الناصر»، ودخلت الدولة مرحلة
من الفوضى، والصراع بين أفراد البيت الموحدى، فضلاً عن
اندلاع الثورات والقلاقل فى أماكن متعددة، وظل هذا حالها
حتى سنة (٦٦٨هـ= ١٢٦٩م)، التى قتل فيها «أبو دبوس» آخر
خلفاء الموحدين أمام أسوار العاصمة «مراكش» التى دخلها
«المرينييون» وقضوا على «دولة الموحدين». وقد تولى عقب
وفاة «الناصر» عدد من الخلفاء الضعاف، هم: ١ - أبو يعقوب
يوسف الثانى المستنصر بالله [٦١١ - ٦٢٠هـ]. ٢ - أبو محمد
عبدالواحد المخلوع [٦٢٠ - ٦٢١هـ= ١٢٢٣ - ١٢٢٤م]. ٣ - أبو محمد
عبدالله العادل [٦٢١ - ٦٢٤هـ = ١٢٢٤ - ١٢٢٧م]. ٤ - المأمون أبو
العلاء إدريس ابن يعقوب المنصور [٦٢٤ - ٦٣٠هـ= ١٢٢٧ - ١٢٣٣م].
٥ - أبو محمد عبدالواحد الرشيد [٦٣٠ - ٦٤٠هـ= ١٢٣٣ - ١٢٤٢م]. ٦ -
أبو الحسن على السعيد المقتدر بالله [٦٤٠ - ٦٤٦هـ= ١٢٤٢ -
١٢٤٨م]. ٧ - أبو حفص عمر المرتضى [٦٤٦ - ٦٦٥هـ = ١٢٤٨ -
١٢٦٧م]. ٨ - أبو العلاء إدريس الثانى (المعروف بأبى دبوس)
[٦٦٥ - ٦٦٨هـ= ١٢٦٧ - ١٢٦٩م]. انحصرت علاقات الموحدين