للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٠٠٠م) فى أراضى نبرة وقشتالة؛ حيث واجه جموع النصارى

متحدين مصممين على النيل منه، وتعرض المسلمون للهزيمة أول

الأمر، لكن المنصور صعد على ربوة عالية، وأخذ يضاعف جهوده

ويحرض الناس، حتى تمكن من تحويل الهزيمة إلى نصر ومزق

العدو شر ممزق، وتوالى زحفه حتى اقتحم مدينة «برغش»،

ومنها توجه إلى «سرقسطة»، ثم إلى «بنبلونة» عاصمة «نبرة»

دون أن يجرؤ أحد على اعتراضه وأخيرًا رجع إلى العاصمة بعد

تسعة ومائة يوم. وفى ربيع (٣٩٢هـ =١٠٠٢م) خرج المنصور لآخر

مرة، وتوجَّه إلى قشتالة ومنها اتجه غربًا نحو «برغش» وعاث

فى تلك المنطقة، وتقول المصادر النصرانية إنه تعرض لهزيمة

على أيدى ملوك النصارى متحدين، وإنه اضطر إلى الفرار فى

جنح الظلام بعد موقعة معهم جرت أحداثها بمكان يسمى «قلعة

النسور»، وقد جرح المنصور ثم مات بعد ذلك متأثرًا بجراحه، لكن

الباحثين المحدثين - ومنهم المستشرق الهولندى دوزى - يرفضون

هذه الرواية لأنها تخالف الحقائق التاريخية الثابتة، فهى تتحدث

عن تحالف بين ملوك من النصارى ماتوا قبل هذه الموقعة، أضف

إلى ذلك أن المصادر الإسلامية لاتذكرشيئًا عن تلك الموقعة، مع

أنها لاتخفى هزائم المسلمين، فالصمت قرينة على أنه لم تكن

هناك هزيمة ولاحتى موقعة أصلا. ومهما يكن من أمر فقد سار

المنصور فى حملته هذه محمولا حتى وصل إلى «مدينة سالم»،

وهناك وافاه الأجل فى (٢٧ رمضان ٣٩٢هـ = ١١ أغسطس

١٠٠٢م) بعد حكم دام ٢٧ عامًا. المنصور وولاية العهد: اتخذ

المنصور فى سنة (٣٨١هـ= ٩٩١م) خطة غير مسبوقة بهدف دعم

سلطانه فرشح ابنه عبدالملك ليتولى الأمر من بعده، وتنازل له

عن الحجابة والقيادة وجميع ما كان يتولى من خطط مكتفيًا بلقب

«المنصور» ثم تلقب بالملك الكريم فى سنة (٣٨٦هـ = ٩٩٦م)

وبولغ فى تعظيمه وإجلاله، ولم يكن المنصور يقصد أن تجتمع

السلطات فى يده، فكل السلطات السياسية والعسكرية فى

<<  <  ج: ص:  >  >>