والد أمير المؤرخين الأندلسيين «ابن حيان»، ومن الكتاب «سعيد
بن القطاع» وغيره من أبناء الأسر العريقة التى تعاقب أبناؤها
على الوزارة. العمارة فى عهد المنصور: لم يخل عهد المنصور
من الإنشاءات العظيمة على الرغم من الغزوات المستمرة وقد
أشرنا إلى بنائه مدينته الزاهرة بقصورها وحدائقها، وجعلها
قصرًا للحكم والإدارة، وقد بنى المنصور بجانبها منية جميلة
ازدانت بالحدائق والقصور أسماها «العامرية»، وكان يقصدها
عندما يريد الاستجمام. كذلك قام بزيادة المسجد الجامع فى
«قرطبة» بعد أن اتسعت المدينة، وضمت واحدًا وعشرين حيا،
الواحد فيها أكبر من أية مدينة أندلسية، وقد حفر حولها خندقًا
بلغ ١٦ ميلاً وزاد سكانها كثيرًا لا سيما البربر، وضاق المسجد
الجامع بهؤلاء السكان فأدخل المنصور فى سنة (٣٨٧هـ = ٩٩٧م)
زيادة عليه من الناحية الشرقية، بلغت المساحة الأصلية نفسها
تقريبًا، وحرص المنصور على الاشتراك فى هذا المشروع بنفسه،
واشتغل فيه أسرى النصارى، وتم تعويض أصحاب الدور
والأماكن التى صودرت لهذا الغرض، ولا يزال هذا الجناح قائمًا
حتى اليوم، ويعرف بمسجد المنصور، وإن تحولت عقوده الجانبيه
إلى هياكل وكنائس. وبهذه الزيادة بلغت مساحة المسجد الجامع
ما يزيد على ستة أفدنة، كما انفرد بطرازه الرائع، وليس فى
العالم مسجد ولا كنيسة فى مثل حجمه اللهم إلا قصر «فرساى»
بفرنسا. كما جدد المنصور قنطرة قرطبة على نهر الوادى
الكبير، وكان «السمح بن مالك» قد جددها من قبل وأنفق
المنصور على تجديدها فى سنة (٣٧٨هـ = ٩٨٨م) مائة وأربعين
ألف دينار وبنى قنطرة «أستجة» على نهر «شنيل» أحد فروع
نهر الوادى الكبير. المنصور فى نظر المؤرخين: يشهد المؤرخون
القدماء للمنصور بالكرم، وبأنه كان يبذل الأموال للمتصلين به
والفقراء خاصة، ورغم سفكه للدماء فقد كان يتظاهر بالتقوى،
حريصًا فى كل غزواته على حمل مصحف خطه بيده، ويقال إنه