للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمل، حين خرج جيش العزيز قاصدًا الشام، وعمل الفاطميون

على تزويد الجيش بأحدث أنواع الأسلحة. ولذا يمكن القول بأن

الجيش الفاطمى كان جيد الإعداد مثل غيره من جيوش الدول

الكبرى آنذاك». قام الأسطول الفاطمى بعدة حملات بحرية فى

البحر المتوسط أثبت خلالها شدة بأسه، وكانت له غزوات مظفرة

على «بيزنطة» و «إيطاليا» و «فرنسا» و «إسبانيا»، ويروى

«القلقشندى» أن وحدات الأسطول الفاطمى كانت مرتبة

ومتواجدة بجميع الشواطىء الساحلية، ماعدا سواحل الشام

التى فقدوا سيطرتهم عليها فى القرن الأخير من حكمهم، فقد

غلبهم عليها الصليبيون. خصصت الدولة الفاطمية جزءًا كبيرًا من

ميزانيتها للإنفاق على إعداد الجيش وتجهيز رجاله بما يحتاجون

إليه من أدوات الحرب وغيرها، وكان للجيش ديوان خاص يُدعى

«ديوان الجهاد»، وأُنشئت الموانئ لبناء السفن التى كان بعضها

يتسع لحمل ألف وخمسمائة شخص، وأصبح الأسطول الفاطمى

من أكبر الأساطيل، وبقى نموذجًا احتذى به الأيوبيون

والمماليك. مُنْشآت الفاطميين: تميز العصر الفاطمى بمنشآته

العديدة، وكان على رأسها تأسيس «القاهرة»، وإنشاء

«الجامع الأزهر»، وتشييد «القصر الشرقى»، و «القصر الغربى»،

و «قصر البحر»، و «قصور عين شمس»، و «جامع الحاكم»،

و «جامع الأولياء». تأسست مدينة «القاهرة» سنة (٣٥٨هـ) لسبعة

عشر يومًا خلت من شهر شعبان، واختطت قبائل البربر مساكنها

حول قصر «المعز» بها. وأصبحت منذ ذلك اليوم مقرا للحكم،

ومركزًا لنشر الدعوة الشيعية، وحصنًا يصد هجمات الأعداء،

وأطلق عليها اسم «المنصورية» نسبة إلى «المنصور» والد

«المعز»، وقد اختلف المؤرخون فى سبب تسميتها بالقاهرة؛

فذكر «ابن دقماق»: أن أساسها حُفِر أثناء طلوع كوكب يُقال له

«القاهر» فسميت به. وقيل إن «المعز» قال لجوهر الصقلى:

«لتدخلن فى خرابات ابن طولون، وتبنى مدينة تقهر الدنيا»،

فلما حدث ذلك سماها «جوهر» «القاهرة»، وهناك من ذكر أنها

<<  <  ج: ص:  >  >>