(هشام (؛ حيث وافته منيته بعد أقل من ثمانية أعوام، وذلك فى
عام (١٨٠هـ=٧٩٦م).٣ - (الحكم الأول ((الربضى) (١٨٠ - ٢٠٦هـ=
٧٩٦ - ٨٢١م).تولَّى (الحكم بن هشام (، بعد وفاة والده، وكان
حازمًا محبا للسلطة والمظهر، شديدًا على أعدائه، حارب أعمامه
وانتصر عليهم، ولم تكن علاقته بالفقهاء حسنة؛ مما دفعهم إلى
عدم الرِّضا عنه، والإساءة إليه عند العامَّة، وتسببوا فى عدد من
الثورات ضدَّه، أهمها: ثورة (الربض الغربى (، التى قضى عليها
الحكم، حتى عرف بها، وسُمِّىَ بالربضى، نسبة إلى قسوته فى
القضاء على ثورة هذا الربض الحزين. أرسل الحكم قواته لغزو
ممالك النصارى فى شمالى الأندلس، وقام حاجبه عبد الكريم بن
عبد الواحد بن مغيث بغزو مناطق ألبة والقلاع (قشتالة القديمة)،
كما استولى على قلهرة، وأنْحن فى بلاد البشكنس، وعاد
محمَّلا بالغنائم. واجه الحكم مجموعةكبيرة من الثورات الداخلية
التى حاول الفرنجة استغلالها فى التدخل فى شئون الأندلس،
ونجح فى التغلب عليها جميعًا وأجبر الفرنجة على عقد الصلح،
وصَرْفِ النظر عن التدخُّل المباشر فى شئون الأندلس. وقد تمكن
الحكم من توطيد الحكم لبنى أمية، وترك الأمور لأبنائه هادئة
إلى حدٍّ كبير، كما يُذكر له بعض الجوانب الأدبية، والإبداعات
الشعرية التى تكشف عن الجانب الآخر من شخصيته، وتُوفِّىَ
الحكم سنة (٢٠٦هـ = ٨٢١م) مخلِّفًا إمارة الأندلس لعبد الرحمن،
أكبر أولاده.٤ - عبد الرحمن بن الحكم (٢٠٦ - ٢٣٨هـ = ٨٢١ -
٨٥٢م).ويُعرَف هذا الأمير بعبد الرحمن الأوسط، أو عبدالرحمن
الثانى. وُلِد فى طُلَيْطِلة سنة (١٧٦هـ= ٧٩٢م)، وقد عُنى والده
(الحكم) بتربيته، فنمَّى لديه الأدب والحكمة؛ فكان ذا كفاءة
عالية وخلال حميدة، وافر الخبرة بشئون الحرب والإدارة،
واجهته فى مطلع ولايته بعض الفتن الصغيرة، التى أتاحت له
فرصة إرسال الصوائف إلى ممالك الشمال، وكان جده عبد الله