الكراهية ضد المسلمين، وحاول بعضهم إيذاء المسلمين، والجهر
بسب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتدخلت السلطة الأندلسية وأعدمت بعضهم،
لكن الحركة تزايدت، وغذَّتها عوامل داخلية وخارجية، حتى
انتهت بعد موت الأمير (عبد الرحمن الأوسط (. وشهد عصر الأمير
عبد الرحمن الأوسط عددًا من الشخصيات العلمية البارزة، من
أهمِّها: (عبد الملك بن حبيب (، المعروف بعالم الأندلس، و (يحيى بن
يحيى الليثى (، الذى لقَّبه الإمام (مالك بن أنس (بعاقل الأندلس،
و (عبّاس ابن فرناس (، أوَّل من حاول الطيران، و (أبو الحسن على
بن نافع (، الملقَّب بزرياب، وهو أشهر المغنِّين فى
(الأندلس (.وعُنى (عبد الرحمن الأوسط (بالمنشآت العامَّة، فوسَّع
فى مسجد قرطبة، وأنشأ مسجد إشبيلية، وبنى سورها، ووصلت
(الأندلس (على أيَّامه إلى درجةٍ عالية من التقدُّم والازدهار،
وأصبحت العاصمة (قرطبة (مدينة عامرة، لا ترقى إلى مكانتها
أية مدينة أوربية أخرى، بل غدت تضارع العواصم الإسلامية
الأخرى فى جمالها، وحسن تنسيقها، وعمران أسواقها. كما
شهد عصر الأمير (عبد الرحمن الأوسط (نشاطًا دبلوماسيًّا رائعًا؛
فقد استقبل فى (قرطبة (سفراء (القسطنطينية (من قِبَل (القيصر
تيوفوليس (، وذلك فى سنة (٢٢٥هـ= ٨٤٠م)،كما أوفد الأمير
القرطبى سفيره (الحكم الغزال (إلىالعاصمة البيزنطية. وهناك
سفارة أُخرى تشير إليها المصادر التاريخية، وهى قيام (الحكم
الغزال (بردِّ الزيارة التى قام بها رسل ملك النورمانديين، وظل
هناك حوالى (٢٠) شهرًا، ثم عاد إلى (قرطبة (فى حدود سنة
(٢٣٢هـ= ٨٤٦م). وبموت الأمير (عبد الرحمن الأوسط (تنتهى الفترة
الزاهرة من عصر الإمارة، وتبدأ فترة جديدة. ٥ - الأمير (محمد بن
عبد الرحمن الأوسط (: (٢٣٨ - ٢٧٣هـ= ٨٥٢ - ٨٨٦م). تولَّى
الأمير (محمد (العرش فى (قرطبة (وسط مؤامرات كانت تسعى لنقل
الإمارة إلى أخيه الأمير (عبد الله (، وبعهده تبدأ (الأندلس (فترة من