الدولة» معالجته وإنقاذه بكل السبل، ولكنهم عجزوا عن ذلك، فقبض
الأمراء المغول على «سعد الدولة» وقتلوه فى شهر صفر سنة
(٦٩٠هـ)، ولم يلبث الإيلخان بعده إلا فترة قصيرة ثم مات، فعمت
مشاعر البهجة والسرور أنحاء البلاد الإسلامية؛ لمقتل «سعد الدولة»،
وثار الناس على اليهود فى كل مكان، وقتلوا منهم عددًا كبيرًا.
سياسة أرغون الخارجية:
حاول «أرغون» أن يحد من نفوذ «مصر» فى المشرق الإسلامى،
فأقام علاقات سياسية وطيدة مع قادة الدول المسيحية مثل: «البابا»
و «إدوارد الأول» ملك «إنجلترا»، و «فيليب لوبل» ملك «فرنسا»،
تمهيدًا لتكوين حلف للقضاء على النفوذ المصرى فى «آسيا
الصغرى»، و «العراق» و «الشام»، و «فلسطين». وشجعت هذه
العلاقات (المغولية - الأوربية) عددًا من الرحالة الأوربيين على زيارة
بلاد المغول، وسافر الرحالة الشهير «ماركو بولو» إلى العاصمة
المغولية، وأقام فى بلاط الامبراطور المغولى «قوبيلاى» نحو
عشرين عامًا، عمل فيها مستشارًا له ووزيرًا، ولم تقع حروب تذكر
بين الجانبين - المصرى والمغولى - فى عهد «أرغون» لانشغال كل
منهما بمشكلاته الداخلية.
٤ - كيخاتو خان [٦٩٠ - ٦٩٤هـ]:
بعث الأمراء المغول عقب وفاة «أرغون» إلى أخيه «كيخاتو خان»
يخبرونه بوفاته، فقدم على الفور من بلاد الروم التى كان يحكمها،
وتولى عرش الإيلخانية فى رجب سنة (٦٩٠هـ)، ثم عين «صدر الدين
أحمد الزنجانى» وزيرًا له، ولقبه بلقب «صدر جهان» وأوكل إليه
التصرف فى شئون الدولة كافة دون تدخل من أحد، وعين أخاه
«قطب الدين الزنجانى» قاضيًا للقضاة، وأطلق عليه لقب «قطب
جهان»، ثم انصرف «كيخاتو» إلى ملذاته وشهواته وإنفاق الأموال
فى سبيلها دون حساب، فاضطربت مالية الدولة، وأصبحت خزانتها
شبه خاوية ومهددة بالإفلاس، ووقف الوزير حائرًا لا يدرى ماذا يفعل
حيال ذلك، فظهر له رجل اسمه «عز الدين محمد بن المظفر» - وكان