على دراية بالأحوال المالية فى «بلاد الصين» - واقترح عليه العدول
عن استخدام الذهب والفضة فى المعاملات المالية، واستخدام أوراق
مالية - تعرف عند الصينيين باسم «الجاو» - بدلا منها، لإنقاذ البلاد من
الإفلاس، كما فعل الصينيون، فاستحسن الوزير هذا الاقتراح،
واستصدر قانونًا من الإيلخان فى سنة (٦٩٣هـ) ينص على التعامل
بهذه الأوراق، ويحرم التعامل بالذهب والفضة تحريمًا تاما.
رفض الناس التعامل بالأوراق المالية فى معاملاتهم، على الرغم من
أنهم أُجبِروا على ذلك بالقوة، فاضطربت أحوال البلاد والناس
اضطرابًا كبيرًا، وكسدت التجارة، وتعذرت الأقوات، وانقطعت الموارد
من كل نوع، وامتنع البائعون عن بيع سلعهم بهذه الأوراق، فكان
الرجل يضع الدرهم تحت إحدى الأوراق المالية (الجاو) ويعطيها الخباز
أو القصاب وغيرهما، ليحصل على ما يريد، خوفًا من أتباع السلطان
الذين يراقبون الناس والبائعين فى تعاملاتهم، فضاقت الحياة أمام
الناس واستحكمت الأزمة، وكاد الأمر ينذر بثورة عارمة، إلا أن
الإيلخان تدارك الموقف وأصدر قانونًا لإبطال التعامل بهذه الأوراق،
والعودة إلى النظام القديم.
ولما كان «كيخاتو» مغرمًا بشرب الخمر، سيئ الخلق فاسقًا، كرهه
الأمراء وثاروا عليه، وبخاصة بعد أن أغلظ القول - ذات ليلة - لابن عمه
«بايدو» أحد كبار الأمراء، فحقد عليه، وتآمر مع الأمراء الآخرين
على قتله، وعلم «كيخاتو» بالمؤامرة، فآثر الفرار، ولكن الأمراء
تتبعوه، وتمكنوا من قتله فى سنة (٦٩٤هـ).
٥ - بايدوخان [٦٩٤هـ]:
بعد مقتل «كيخاتو» وقع اختيار الأمراء على «بايدوخان بن طرغاى
بن تولوى بن جنكيزخان» ليكون إيلخانًا، فاعتلى العرش فى جمادى
الأولى سنة (٦٩٤هـ)، ثم تخلص من أتباع «كيخاتو»، وقرر إعادة
الحقوق والوظائف إلى أصحابها، وأعفى الأوقاف الإسلامية من
الضرائب، وعهد بأمور الجيش ورئاسة الوزراء إلى الأمير «طغاجار»،