للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوتين عظميين لعبتا دورًا مهما فى هذا الميدان، هما: «البرتغال»

و «إسبانيا»، ومما لاشك فيه أن هذا النشاط الكشفى كان الهدف منه

إيجاد طريق جديدة للتجارة الأسيوية، خاصة تجارة «الهند» التى

كانت التوابل أهم عناصرها. وفى سبيل هذا عمد البرتغاليون إلى

البحث عن طريق بعيدة عن «البحر المتوسط» الذى يهيمن عليه

المماليك فى «مصر» و «الشام» من ناحية، وتهيمن عليه بعض المدن

الإيطالية من الناحية الأخرى.

حاول «بارثليميودياز» البرتغالى فى عام (٨٩٢هـ =١٤٨٧م) الدخول

إلى «المحيط الهندى» عن طريق الالتفاف حول طريق «رأس الرجاء

الصالح»، ولكنه فشل، وبعده باثنى عشر عامًا استطاع البحَّار

البرتغالى «فاسكو داجاما» الوصول إلى «الهند» بواسطة طريق

«رأس الرجاء الصالح»، وأقام البرتغاليون مستعمرات لهم فى

«الهند» و «آسيا»، وأخضعوا أمير «هرمز» لهم، وأخذوا منه غرامة

حربية، وفرضوا عليه مبلغًا من المال يدفعه سنويا خراجًا لدولتهم،

فى الوقت نفسه طالب الشاه الصفوى «إسماعيل الأول» هذا الأمير

بتسديد الخراج السنوى المفروض عليه من قِبَل «الدولة الصفوية»،

فاستعان «أمير هرمز» بالقائد البرتغالى «البوكيرك» لتخليصه من

ذلك، فأرسل «البوكيرك» إلى الشاه «إسماعيل الأول» برسالة جاء

فيها:

«إن استيلاء البرتغال على هرمز كان بالقوة، والقدرة لملك البرتغال،

وليس لأحد من حق فى الخراج إلا له»، ثم أرسل هذا القائد بعض

طلقات البنادق والمدافع والبارود إلى أمير «هرمز» وأمره أن يرسلها

إلى الشاه «إسماعيل الصفوى» بدلا من الخراج الذى طالب به،

ويخبره أن إجابة ملك البرتغال على الأعداء تكون بهذه الأشياء. ولم

تلبث الأوضاع طويلا بين الطرفين على هذه الحال، وتم توقيع

معاهدة بين الدولتين الصفوية والبرتغالية فى عهد الشاه «إسماعيل

الأول»، إذ كان للبرتغاليين نفوذ قوى فى الخليج، وكانوا يحتكرون

التجارة فى موانى جنوب «إيران».

<<  <  ج: ص:  >  >>