للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

انفتح الإيرانيون على العالم الخارجى، وزادت علاقاتهم مع الدول

الأوربية فى عهد الشاه «عباس الأول»، ووفد على «إيران» العديد

من السفراء الأوربيين، كما أوفد السفراء الإيرانيون إلى البلاد

الأوربية، لإبرام الاتفاقات، وعقد المعاهدات - سواء التجارية أو

السياسية - بين «أوربا» و «إيران»، وتم الاتفاق على فتح طريق

تجارى بين «أوربا» و «آسيا» عبر «بحر الشمال»، وفى سنة (٩٦٠هـ

= ١٥٥٣م) ذهب الإنجليزى «ريتشارد شانسلر» إلى «موسكو»،

وتمكن من إقامة علاقات اقتصادية لبلاده مع ولايات «إيران»

الشمالية فى عهد الشاه «طهماسب الأول»، والملكة «اليزابيث». وقد

سجلت إحدى الوثائق السياسية الإنجليزية أحداث لقاء تم بين

الإنجليزى «آرثر ادوارد»، والشاه «طهماسب الأول الصفوى»،

وتمخض هذا اللقاء عن منح التجار الإنجليز حرية السفر إلى «جيلان»،

أو إلى أى مكان فى أملاك «الدولة الصفوية»، ووعد الشاه «طهما

سب» الإنجليز بحماية سفنهم فى بحر «الخزر» من أى عدوان،

ومنحهم عدة امتيازات أخرى غيرها.

وخلاصة القول: إن حكام «إيران» الصفويين لم تقتصر علاقاتهم

الخارجية على دولة بعينها، بل تعدت إلى العالم الأوربى عامة،

وكذلك كانت لهم علاقات جيدة مع «هولندا» و «ألمانيا».

مظاهر الحضارة فى الدولة الصفوية:

تمكن الصفويون من إقامة دولة قومية لهم فى «إيران» على أسس

مذهبية، وأحيوا بها الروح القومية، ووحدوا عناصر الشعب تحت لواء

مذهبهم الذى قاموا بنشره بالترهيب والترغيب بين الطبقات كافة.

وانتفع الصفويون فى تكوين حضارتهم بالصراع العسكرى فى

حروبهم ضد العثمانيين؛ إذ كلفوا «روبرت»، و «أنتونى شيرلى»

الإنجليزيين بإنشاء مصنع للمدافع لهم، فكان سببًا من أسباب تقدم

حضارتهم العسكرية، وانتقل «طهما سب» بعاصمة بلاده من «تبريز»

إلى «قزوين» نتيجة توغل السلطان العثمانى «سليمان القانونى»

فى «العراق»، ثم فى «تبريز» و «أصفهان»، وأخذ «طهما سب» فى

<<  <  ج: ص:  >  >>