فاستنجد أهالى «حلب» بأعداء الدولة، واضطر «صلاح الدين» إلى
فك الحصار عن «حلب»، واستولى على «بعلبك» ليحمى جيشه من
الخلف، ثم عاد ثانية لحصار «حلب»، وأعلن استقلاله، وحذف اسم
«الصالح إسماعيل» من الخطبة، واتصل بالخليفة العباسى، فمنحه
لقب سلطان.
هـ - السلطان صلاح الدين وتوحيد باقى الولايات الإسلامية:
بعد حصول «صلاح الدين» على لقب السلطان استقل عن أسرة «نور
الدين»، وأصبح حاكم «مصر» الرسمى، وقوى مركزه باستيلائه
على «منبج» و «إعزاز»، وشدد حصاره على «حلب»، وعزلها عن
جيرانها حتى طلب «الصالح إسماعيل» الصلح، فوافق «صلاح
الدين»؛ لأن هدفه كان وحدة المسلمين وحماية بلادهم.
تُوفِّى صاحب «الموصل» سنة (٥٧٨هـ)، ومن بعده تُوفى «الصالح
إسماعيل»، فعاد الانقسام ثانية من أجل الوصول إلى كرسى الحكم،
فزحف «صلاح الدين» إلى الشام فى سنة (٥٧٨هـ)، وانضمت إليه
بعض المدن دون قتال، واستولى على «حلب»، وبذا أصبح شمال
الشام كله تحت سيطرته، ولم يعد أمامه سوى مدينة «الموصل» التى
سعى حاكمها إلى التصالح مع «صلاح الدين»، وتعهد بإرسال
المساعدات الحربية إذا طُلب منه ذلك، فخضعت بذلك جميع الإمارات
الإسلامية الشامية تحت سلطان «صلاح الدين»، وتمكن من توحيد كلمة
المسلمين تمهيدًا للنضال ضد الصليبيين.
موقف صلاح الدين من الصليبيين:
ظل «صلاح الدين» يعمل على توحيد العالم الإسلامى مدة عشر
سنوات فى الفترة من سنة (٥٧٢هـ) إلى سنة (٥٨٢هـ)، حتى تحقق له
ما أراد، واستعد لمواجهة الصليبيين المتربصين بالعالم الإسلامى، ثم
تصدَّى لهم، فسجل التاريخ أبرز صور البطولة، وأسمى درجات الفداء
والجهاد ضد هؤلاء المغتصبين، وكان من أبرز هذه المعارك ما يأتى:
واقعة حِطِّين [٥٨٣هـ = يولية ١١٨٧م]:
تعد «حِطِّين» من أشهر الحروب التى خاضها «صلاح الدين» ضد
الصليبيين، بعد سلسلة من الحروب التى خاضها مثل: موقعة «مرج